خلف مقتل السياسية الشابة Sophie Lösche صدمة كبيرة في ألمانيا، بل وفي كل أوروبا، وذلك بسبب الطريقة التي تم بها الإجهاز عليها، إذ أن المرجح أنها تعرضت للاغتصاب قبل أن تتعرض للتصفية. وكانت وحدة من الحرس المدني الإسباني قد اعتقلت، أمس الجمعة، المشتبه به الرئيسي في مقتل السياسية الشابة، وذلك بمنطقة أسپارينا. الجاني المفترض، وفق ما أوردته صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية نقلاً عن جرائد ألمانية، هو سائق شاحنة يحمل الجنسية المغربية يدعى بوجمعة (ل)، يبلغ من العمر 41 سنة وأب لأربعة أطفال. ولا تزال الشرطة الألمانية تحقق في الحادث، وتقدمت بطلب إلى إسبانيا لتسليمها المغربي المعتقل للاستماع إليه وعرضه على القضاء الألماني. وكانت عائلة السياسية الألمانية Löesche، البالغة من العمر 28 سنة، قد أعلنت عن اختفاء ابنتها منذ 14 من شهر يونيو الجاري، وقامت الشرطة الألمانية بإطلاق مذكرة بحث دولية بخصوصها. وأبلغت الأسرة الشرطة أن الفتاة، التي تشغل رئيسة سابقة لشباب حزب "SPD" الاشتراكي، شوهدت آخر مرة بالقرب من مطار ليپسيا وكانت تنوي زيارة بعض أقاربها بمنطقة أمبيرغ، باستعمال طريقة "الأوطوسطوب". وعثر الأمن الإسباني على جثة الفتاة، بمنطقة أسپارينا بإقليم الباسك، بتاريخ 20 يونيو الجاري. وكانت رسالة نصية قصيرة sms للسياسية الشابة، هي التي أوصلت المحققين إلى السائق المغربي، هذه الرسالة بعثتها لأصدقائها وتتضمن الترقيم المغربي للشاحنة التي ركبت فيها والتي كان يقودها المتهم. وبفضل هذه الرسالة شرع الأمن الألماني في البحث عن سائق الشاحنة وأخطر شرطة الدول الأوروبية حتى عثرت عليه بإسبانيا. ووفق ما أعلنته وسائل إعلام ألمانية، فإن التحقيقات تسير نحو تأكيد وفاة الشابة فوق التراب الألماني، في نفس ليلة اختفائها، أي عندما صعدت إلى الشاحنة المغربية، ذلك أن جهاز ال "GPS" الخاص بالشاحنة يُظهرها متوقفة في الطريق السيار، في أحد مواقف الاستراحة لمدة ساعتين، منذ الساعة 9 والنصف مساءً قبل أن تواصل الطريق. ومعروف عن الضحية، التي كانت تتابع دراستها الجامعية، مواقفها المدافعة عن المهاجرين واللاجئين، وكانت قد انتقلت سنة 2016 إلى جزيرة ليزبو اليونانية واكترت شقة على نفقتها، لمساندة المهاجرين. واستغل اليمين الألماني الحادثة المأساوية كي يشن هجوماً قوياً على سياسات الحكومة فيما يتعلق بموضوع الهجرة، واستقبال اللاجئين، وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات عنصرية تحذر من أن "ألمانيا تدمر نفسها بنفسها". ورفضت عائلة الشابة استغلال وفاة ابنتها لأغراض سياسية أو عنصرية، وقالت في بيان لها "نريد التنبيه إلى أن جنسية المعتدي ليست لها علاقة بأفعاله، صوفيا لن تقبل بأي حال أن تطارَد الساحرات بطريقة عنصرية باسمها".