خرج المنتخب المغربي من الدور الأول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بروسيا، في أول مباراتين له في البطولة، بعد هزيمتين متتاليتين، أمام كل من إيرانوالبرتغال، فبات مصير الطاقم التقني للمنتخب، وهذا الجيل من اللاعبين، يطرح أكثر من علامة الاستفهام. إقصاء مر من نهائيات "المونديال"، بعد أن كانت آمال المغاربة معلقة على هذا الجيل، بقيادة المدرب الفرنسي، هيرفي رونار، من أجل البصم على أحسن المشاركات في تاريخ الكرة المغربية في كأس العالم، غير أن رياح روسيا، ذهبت بما لا تشتهيه سفينة "أسود الأطلس".. مشاعر الحزن امتزجت بأحاسيس الفخر، بعد الوجه المشرف الذي ظهر به المنتخب الوطني في هذه المنافسات. موقع "اليوم24″، أجرى استفتاء عبر صفحتها الرسمية على "فايسبوك"، انطلق أمس الخميس، ودام لمدة 24 ساعة، أما السؤال، فهو "هل أنت متفق مع رحيل أو بقاء المدرب هيرفي رونار، مع المنتخب، بعد فشله في المونديال؟"، وشارك فيه 17 ألف و15 شخصا. نسبة الأسد من المصوتين، 92 بالمائة، صوتت ببقاء رونار مع الأسود بعد مونديال روسيا، وبالضبط 15 ألف و582 شخصا، فيما فضل 8 بالمائة من المغاربة رحيل المدرب عن "الأسود"، وتغيير الطاقم التقني، وبالضبط 1433 شخص. وهي الأرقام التي تؤكد على أن هناك شبه اجماع، على بقاء الناخب الوطني، على الرغم من الخروج المبكر من "المونديال". "كان" 2019 وتربص المنافسين هذا الاستفتاء، لقي تفاعلا كبيرا من قبل متابعي "اليوم24" على صفتحه الرسمية على "فايسبوك"، وجل الآراء تقول بأن بقاء رونار، أمر ضروري لعاملين أساسيين، الأول يتمتثل في قرب منافسات كأس إفرقيا للأمم، التي ستقام بعد أشهر قليلة في الكاميرون، والثاني يتمثل في تربص عدد من الاتحادات الدولية، التي ترغب في إشرافه على منتخباتها. فالمدة التي تفصلنا عن نهائيات "كان" 2019، قصيرة للغاية، والقيام بأي تغيير في الوقت الراهن، قد يخلخل استقرار "الأسود"، خاصة وأننا لم نضمن بعد المشاركة في النهائيات، كما أن آمال المغاربة كبيرة جدا في البناء على الأداء الكبير الذي قدمه المنتخب في المونديال، من أجل المنافسة على اللقب القاري، في بلاد "الأسود غير المروضة ". وبالإضافة إلى ال"كان" فإن رونار، بات مطلبا أساسيا لعدد من الاتحادات، خاصة القارية منها، والتي ترغب في الاستفادة من خبرته الإفريقية، خاصة اتحادي مصر والجزائر، إذ ذكرت العديد من التقارير الصحفية، رغبة مصر والجزائر، في التعاقد مع رونار للإشراف على منتخباتها، هذا " التهافت" على رونار، يرى العديد، بأنه دافع إلى تمسك المغرب بخدماته، لضمان الاستمرارية، والمنافسة بقوة على كأس إفريقيا القادمة. ثورة رونار الهادئة عامان وحوالي أربعة أشهر، هي المدة التي قاد فيها رونار المنتخب المغربي لحدود الساعة، منذ أن تعاقد معه رسميا، في 12 فبراير من عام 2016، خلال هذه الفترة، تمكن الرجل من تغيير "جلد" الأسود، وشراستهم أيضا، كما قادهم إلى تحقيق إنجازات ظلت عصية على الكرة المغربية منذ عقود. أولى هذه الانجازات، تكمن في بلوغ الدور الثاني من "كان" الغابون الأخير، والذي لم يحققه المنتخب المغربي منذ فترة طويلة، كما قاده أيضا إلى الوصول لمونديال "روسيا"، الذي لم يتجسد منذ نهائيات فرنسا 1998، أي قبل 20 سنة. ثورة رونار الهادئة، في المنتخب المغربي، لم تكن كذلك في أنفس اللاعبين، الذين اشتعلت فيهم نار "الغيرة" وحب القميص، لم نعهدها على لاعبي المنتخب المحترفين منذ فترة طويلة، وبالإضافة إلى التفاني والروح الجماعية العالية من أجل القميص الوطني، فإن المنتخب بات يقدم كرة جميلة، أكدها في آخر مباراة له أمام البرتغال، ونالت تصفيق وإعاجب الخصوم قبل الأصدقاء.