بعد ان تعرف المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على منافسيه في قرعة مونديال روسيا 2019 حيث أوقعتهم في مجموعة "الموت" إلى جانب إسبانيا، حاملة اللقب في النسخة ما قبل الماضية، والبرتغال، بطل أوروبا، وكذا المنتخب الإيراني. يُمنّي الشارع الكروي المغربي النّفس بمشاركة مثالية في نهائيات كأس العالم، روسيا 2018، رغم أن القرعة لم تكن رحيمة برفاق مهدي بنعطية ويعوّل المغاربة على "دهاء" هيرفي رونار لاستخلاص كل ما في جعبة اللاعبين، وإشراك أكثرهم جاهزية وفعالية في مباريات "المونديال"، بهدف تجاوز الدور الأوّل وتكرار ملحمة 86، عندما بلغ "الأسود" الدور الثاني وكانوا أوّل منتخب عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور في كأس العالم.ويمتلك "الثعلب" الفرنسي، هيرفي رونار، أسلحة "معنوية" مهمّة في جعبته، لمواجهة قوّة منتخبات المجموعة الثانية، وخصوصًا المنتخبان الإسباني والبرتغالي، اللذان لا يزالان المرشّحان البارزان في المجموعة لبلوغ الدور الموالي، في مواجهة طموح المغاربة. استرجاع ذكريات مونديال 86 استرجع الجيل الحالي للمنتخب المغربي صدى زئير سلفه الذهبي، الذي تحدى العالم في مكسيكو 86، وتجاوز الدور الأوّل من المونديال، حين تصدّر مجموعة قيل عنها آنذاك أيضا أنها صعبة، ضمّت إنجلترا وبولونيا والبرتغال.وكشف عزيز بودربالة، "مايسترو" المنتخب المغربي في مونديال 86 و"مرافق" الجيل الحالي في مسار التصفيات إلى جانب نور الدين النيبت، بتوصية من جامعة الكرة، أن لاعبي المنتخب المغربي حاليا يتمتّعون بدرجة عالية من روح الانتصار والرجولة الكروية، مردفا "كان لي شرف المشاركة مع الأسود في مونديال 86 ورافقت لاعبي رونار في مسار التأهل إلى مونديال 2018.. أستطيع أن أؤكد لكم أن روح وأجواء المنتخب حاليا مماثلة تماما لما كنا نعيشه في كأس العالم 86 في مكسيكو، من ناحية الانسجام وروح الانتصار، والأهم، الرغبة الجامحة في كتابة فصول جديدة من تاريخ المنتخب المغربي في المونديال". عودة الثقة للجماهير المغربية من العوامل الذهنية والنفسية المهمّة التي يسعى رونار إلى استغلالها لصالح مجموعته خلال المشاركة في نهائيات كأس العالم في روسيا، صيف العام المقبل، هي عودة الثقة للمغاربة، جمهورا ولاعبين وتقنيين ونقاد، في منتخب بلادهم، بعدما فكّت جل العقد هذا العام، بدايةً ببلوغ دور الربع من نهائيات الكان وقهر منتخب الكوت ديفوار مرّتين، وكذا بلوغ نهائيات المونديال بعد 20 عاما من الغياب.وفضلا عن الثقة التي ثبتت النتائج في نفوس المغاربة، هناك الروح الانتصارية وقتالية اللاعبين والانسجام الحاصل في المجموعة وتقديم كل لاعب أقصى إمكانياته للدفاع عن قميص المنتخب المغربي، كلها أمور جعلت المتتبع يقر باستعادة "الأسود" هيبتها، بعد سنوات من العبث والارتجال.حيث بات المنتخب المغربي، بعد عروضه الأخيرة في الإقصائيات وحتى "كان" الغابون، صداعا في رأس مجموعة من المنتخبات، حتى أن إعلام البرتغال واسبانيا اعترف بقوّة المغرب واعتبره طرفا أساسيا في صراع البحث عن بطاقة العبور للدور الموالي وبلوغ أدوار متقدّمة في منافسات "المونديال". تألق نجوم الاسود وامتلاك فرديات مميزة يتوفّر المنتخب المغربي على مجموعة من اللاعبين المتميّزين على المستوى الفردي والقادرين على استثمار فنياتهم لصالح المجموعة، وهو ما شكّل العلامة الفارقة في العروض التي يقدّمها "الأسود" في الآونة الأخيرة والتي جعلت المراقبين عبر العالم يشهدون لهم بطريقة لعب مميّزة، قادرة على خلق الفارق في أصعب المواقف.وبين فنيات زياش وحارث، وحكمة الأحمدي وبوصوفة، وشرارات الأمان المنبعثة من سايس وبنعطية، يظل المنتخب الغربي ندا قويا في المجموعة الثانية رغم أفضلية إسبانيا والبرتغال، حيث يظل التدبير المحكم لمباريات المجموعة، بدايةً بمباراة إيران التي يعتبر فيها الخطأ ممنوعا، والفوز مطلبا ملحا، كفيلا بقيادة "الأسود" لمشاركة "تاريخية" في مونديال روسيا.