بحث قضائي وتحقيق إداري أمر بفتحهما كل من الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، وعامل إقليمالحوز، في شأن مصرع ثلاث طفلات من عائلة واحدة، صباح يوم الاثنين المنصرم، في انهيار منزل طيني بدوار "تاوريرت" بجماعة "أوريكا"، بضواحي مراكش. وقد أوكل الوكيل العام لمركز الدرك الملكي بالجماعة نفسها، باعتباره الضابطة القضائية المختصة ترابيا، إنجاز البحث التمهيدي في القضية، والذي استهله بالاستماع إلى إفادات أفراد من عائلة الضحايا الثلاث (شقيقتان وابنة عمهما)، اللائي تتراوح أعمارهن بين 5 و13 سنة، بالإضافة إلى مجموعة من الجيران. من جهته، عهد عامل الحوز إلى لجنة مختلطة، مكونة من رجال سلطة ومسؤولين بأقسام مختلفة بالعمالة، بفتح التحقيق الإداري، الذي قال بأنه بدأ بتحديد أسباب حادث الانهيار، الذي اختلفت الروايات في شأنه، بين من أرجعها إلى هشاشة السقف التقليدي للمنزل وتهالك أعمدته الخشبية، ومن عزاها إلى ترسبات مائية أسفل المنزل أدت إلى سقوطه على رأس قاطنيه. واستنادا إلى مصدر مطلع، فقد تقرر أن يتناول التحقيق انتشار البناء العشوائي في عدد من دواوير الجماعة، الذي عزاه المصدر نفسه إلى عاملين اثنين يتعلقان باختلالات تشوب عملية المراقبة، ناهيك عن الإكراهات والصعوبات التي تحول دون تفعيل التصدي للبناء المخالف للقانون، والمتعلقة بعدم توفر الإمكانات اللوجيستيكية ووسائل العمل، خاصة وأن المنطقة يغلب عليها الطابع الجبلي، وتصعب فيها مراقبة البناء العشوائي، الذي يكون في معظمه آيلا للسقوط. ومن المقرّر، أيضا، أن تستمع اللجنة إلى مسؤولين بالسلطة المحلية وبالجماعة الترابية في شأن مدى توفر المصالح التقنية المختصة بالقيادة والجماعة القروية على معطيات حول وضعية البنايات الآيلة للسقوط بالمنطقة، وهل قاموا برفع تقارير في الموضوع إلى المصالح المختصة بالعمالة؟ وكان العديد من سكان الدوار انخرطوا في محاولة إنقاذ قاطني المنزل، قبل أن تنتقل إلى عين المكان الوقاية المدنية ومختلف الأجهزة والمسؤولين الإداريين والأمنيين المحليين الإقليميين، يتقدمهم عامل الإقليم، وتنتهي العملية بانتشال الضحايا من تحت الأنقاض وركام الأتربة، ليتم نقل جثتهم إلى مستودع الأموات بمراكش، حيث أجريت عليها عمليات التشريح الطبي من أجل تحديد الأسباب الحقيقية للوفاة.