وقّع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ" أون اليوم وثيقة وصفت بالشاملة في ختام قمتهما في سنغافورة، التي بدأت بمصافحة تاريخية هي الأولى من نوعها بين رئيس أمريكي، وزعيم كوري شمالي. وأعلن ترامب، خلال مراسم التوقيع أن الوثيقة "شاملة"، مؤكدا أن نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية سيبدأ "سريعا جدا". وأضاف أن العلاقات مع كوريا الشمالية ستكون مختلفة بشكل كبير عما كانت عليه في السابق، مشددا على أن القمة نجحت، وسترضي الطرفين، وستسعد الجميع، ودعا ترامب نظيره الكوري الشمالي إلى زيارة البيت الأبيض. من جهته، تعهد كيم بطي صفحة الماضي، وقال "سوف نواجه تحديات"، لكنه تعهد بالعمل مع ترامب. وبدا كيم متفائلا، أيضا، بشأن التوقعات للقمة، وقال: "تغلبنا على كل الشكوك، والتكهنات حول هذه القمة، وأعتقد أن هذا جيد من أجل السلام، أعتقد أن هذه مقدمة جيدة للسلام". ومن أبرز النقاط الواردة في الوثيقة المشتركة، التي وقعها ترامب، وكيم: إقامة علاقات جديدة بين البلدين، وطي صفحة الماضي، بينهما، كما تعهدت بيونغ يانغ "بنزع كامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية"، مقابل ضمانات أمنية أمريكية لحمايتها. وامتد اللقاء الثنائي بين ترامب، وكيم لنحو ساعة كاملة بحضور المترجمين فقط، ودون حضور أي مسؤول من البلدين، قبل أن ينضم إلى ترامب في المحادثات الموسعة، وزير الخارجية، "مايك بومبيو"، ومستشار الأمن القومي "جون بولتون"، وكبير موظفي البيت الأبيض "جون كيلي"، بينما شمل فريق كيم مدير المخابرات العسكرية السابق "كيم يونغ تشول، ووزير الخارجية ري يونغ هو، ونائب رئيس حزب العمال الحاكم "ري سو يونغ". وشهدت قمة سنغافورة، وهي الأولى بين رئيس أمريكي في السلطة، وزعيم كوري شمالي مصافحة مطولة بين المسؤولين في مشهد مناقض لما حدث قبل بضعة أشهر فقط عندما كانا يتبادلان الاتهامات، والشتائم. واعتبر كيم أنه "طوى صفحة الماضي"، بعد أن تجاوز "عقبات عدة" قبل القمة، التي تشكل "مقدمة جيدة للسلام"، بينما أشاد ترامب "بالعلاقة الخاصة"، التي يبنيها مع الزعيم الكوري الشمالي، الذي يحكم بلاده بقبضة من حديد على غرار والده، وجده من قبله. #TrumpKimSummit Trump et Kim Jong-un : les photos d'une rencontre historique https://t.co/rLOyDtlwPU pic.twitter.com/M82t44WieE — L'Obs (@lobs) June 12, 2018 ويعقد المراقبون الأمل على أن يدفع هذا اللقاء أمريكا إلى توقيع اتفاق مبدئي لوضع حد للحرب الكورية (1950-1953)، التي انتهت بهدنة، وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أن الشمال، والجنوب لا يزالان عمليا في حالة حرب. ويقول محللون، ومؤرخون إن هناك بارقة أمل لكنهم يذكرون جميعا بأن نظام "بيونغ يانغ" درج في الماضي على قطع الوعود، وعدم الوفاء بها، حيث تم في عام 1994 ثم في عام 2005، تم توقيع اتفاقين، لكن دون أن يتم تطبيق أي منهما فعليا.