اندلعت المقاطعة الشعبية ل«سيدي علي» و«إفريقيا» و«سنطرال – دانون» على إثر إحساس بالظلم، واستشعار غياب احترام حقوق المواطنين وكرامتهم على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. هذه المقاطعة سببها الأساسي ليس غلاء الأسعار فقط، لأن الفترة الأخيرة لم تشهد زيادات في بعض المواد، بل كان هناك تراكم منذ سنة 2011، سمته الأساسية تراجع حقوقي وغضب عام، حيث بدأ الشعب يسخط على واقعه، ويفقد الثقة في كل شيء. وبالرغم من أن لا أحد يعرف من هو صاحب فكرة المقاطعة، فإن الشعب احتضنها، وهي حملة غير مسبوقة، أثارت انتباه الإعلام العالمي. حملة المقاطعة نجحت لأن الناس انخرطوا فيها بقوة، وواكبها إبداع كبير في إنتاج النكتة والمقاطع الموسيقية التي تعالجها، الشيء الذي شكّل دعامة كبيرة لهذه الحركة النضالية. المقاطعة مازالت مستمرة، وليست هناك إمكانية لإيقافها بالرغم من المحاولات المختلفة، إذ غذّت ردود فعل الحكومة حملة المقاطعة، وأوضحت بالملموس أن الحكومة تخدم مصالح الشركات الدولية. كما أن التقرير الصادر عن لجنة تقصي الحقائق البرلمانية حول المحروقات جاء في وقته، وبيّن أن المقاطعة على حق، باعتبارها وسيلة ناجحة لإيصال صوت الناس إلى نظام سياسي لا يريد أن يسمع صوت الشعب.