شهدت امتحانات الباكالوريا في مدينة بومالن دادس بإقليم تنغير، مشاركة مترشح يبلغ من العمر 69 سنة، لم يمنعه تقدمه في السن من التشبث بأمل الحصول على شهادة الباكالوريا. ينحدر "عمي الحسن"، كما يسميه كل الطلبة الذين اجتازوا امتحانات الباكالوريا لهذه السنة في ثانوية بومالن دادس، من منطقة أمسمرير، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من بومالن دادس في أعالي جبال الأطلس الكبير. أصر المترشح الشيخ على الحصول على شهاد الباكالوريا التي كان يحلم بالحصول عليها لكن الظروف المادية حالت دون تحقيق حلمه في ستينيات القرن. اضطر للهجرة إلى فرنسا للعمل بها في قطاع المعادن سنة 1968، وترك مقاعد الدراسة بسبب قلة ذات اليد، وبعد أن قضى عشرات السنين ببلاد المهجر وحصل على تقاعده، عاد للعيش بالمغرب و تحقيق حلمه بالحصول على شهادة الباكالوريا. يصف الحسن الشاكري أجواء الامتحانات في ثانوية بومالن دادس، التي تعد أحد أقدم ثانويات المنطقة، بأنها جيدة ويصر على أن الامتحانات ليست صعبة بل هي في متناول كل طالب حضّر لها بالشكل المطلوب. "عمي الحسن" تحدث في شريط فيديو أنجزه المصور الفوتوغرافي المعروف، رشيد نجمي، ابن منطقة بومالن دادس، تحدث فيه بفرنسية أنيقة عن كون الهدف من خطوته الانتقام لماضيه، الذي حرمه فيه الفقر من الحصول على شهادة الباكالوريا، وفي نفس الوقت أراد أن يكون مثالاً في الإصرار والعزيمة لشباب اليوم. وبخصوص فترة ما بعد الباكالوريا، في حالة نجاحه، قال المتحدث ذاته أنه لن يتوقف عن الدراسة بنيل هذه الشهادة، بل سيلتحق باحدى الكليات بمدينة الراشيدية لمواصلة الدراسة الجامعية.