في ظل المرحلة الجديدة، التي دخلتها القضية الفلسطينية، ومحاولات إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والغضب الشعبي العربي العارم، الذي صاحبها، وتجدد مطالب تجريم التطبيع مع إسرائيل كوجه من أوجه الدعم العملي للقضية الفلسطينية، انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صفحات إسرائيلية، توجه رسائل خاصة إلى المغاربة. الصفحات، التي أنشئت آخرها، في شهر يونيو الجاري، تحت اسم "إسرائيل في المغرب"، إضافة إلى عدد من الصفحات الإسرائيلية، التي توجه محتواها، وتلائمه مع طبيعة المتتبعين المغاربة، تركز على إبراز ما يمكن أن يكون علاقة بين المغرب وإسرائيل، وأعداد المغاربة المقيمين في إسرائيل، والحاملين لجنسيتها، وتقاليدهم المغربية، التي حملوها معهم إلى الأراضي المحتلة. وتزايد الصفحات الإسرائيلية الموجهة إلى المغاربة، ومحاولاتها لنسج خيط من العلاقة بين المغرب، وإسرائيل، من خلال جسر الثقافة، أغضب مناهضي التطبيع المغاربة، الذين رأوا في هذه الصفحات وجها جديدا من محاولات الاختراق الإسرائيلي للعالم العربي، والمغرب على الخصوص، خصوصا في ظل عدم وجود أي تمثيلية إسرائيلية رسمية في المغرب، ونهاية عهد مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، الذي تم إقفاله مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. وقال عزيز هناوي، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في تصريح ل"اليوم 24″، إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم الأدوات لاختراق وصناعة مناطق الظل للوعي الجماعي للمغاربة، وتمرير بعض المعلبات الثقافية المصنعة بعناية، والتي حسب قوله تلعب على مصطلح المكون العبري في الدستور، بشكل يتنافى مع توجهات المغرب، ورئاسته للجنة القدس. ويرى الهناوي أن هناك اختراقا إسرائيليا من خلال صناعة بؤر داخل نشطاء من خلال محاولات استقطابهم، والترويج للزيارات السياحية لإسرائيل بدعوى حرية التنقل، والترويج لأطروحة أن إسرائيل تدعم الوحدة الترابية للمغرب عن طريق اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، معتبرا أن هذه النقاط الأربع تجد دعائمها في هذه الصفحات الإسرائيلية في مواقع التواصل الاجتماعي الموجهة للمغاربة، معلقا على ذلك بالقول إنها "فقاعات إعلامية صهيونية تسقط أمام حقيقة الكيان الصهيوني، وأن المغاربة منخرطون في الدفاع عن القضية الفلسطينية".