منذ حلول عدنان إبراهيم، الخطيب والمفكر الإسلامي المثير للجدل بسبب اجتهاداته الدينية، بالعاصمة الرباط، يوم الجمعة الماضية، والتفاعلات المتضادة، تقف بين أحزاب السلفية التي التئمت لمنعه وطرده، وجماعات التنوير التي تدافع عنه وتدعو لاحترام حريات التعبير والإختلاف. وفي هذا الصدد، رحب رئيس مركز الميزان للوساطة والدراسات والإعلام، محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف ب "أبي حفص"، بعدنان إبراهيم، على جداره بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقال: "مرحبا بالدكتور عدنان إبراهيم في بلده المغرب، ومزيدا من حرية الفكر والتعبير لمن يؤمن بها". واعتبر أبو حفص، أن "الذين يعارضون زيارة عدنان إبراهيم، هم أنفسهم من أقاموا الدنيا ضجيجا وعويلا على منع أحد شيوخ الوهابية من إلقائه محاضرة بالمغرب، وذلك بدعوى حرية الفكر والتعبير، وهذا يدل على أنهم يقصدون حرية الفكر الوهابي، وليس حرية الفكر، لأنهم لا يؤمنون بها أصلا، فولائهم التام للوهابية، رغم كل محاولات التمسح بالمالكية والإمام مالك"، حسب قوله. وأكد المتحدث، أنه رغم اختلافه مع عدنان إبراهيم، إلا أن الاخير "يبقى صاحب جهد رائد في نشر الفكر التنويري، وكان من السابقين لإيقاظ كثير من العقول، ودفعها للبحث والتفكير، وله فضل على كثير من الشباب في تنوير عقولهم، وخروجهم من التشدد والانغلاق، إلى رحابة الفكر وسعة التصور". ومن جانبها، شددت مريم آيت أحمد، رئيسة مركز إنماء للأبحاث والدراسات المستقبلية، أن "العالم المغربي، كان تاريخيا سيد ساحات المناظرات، وإفحام الحجة بالحجة مع المخالف، بحيث عرف بقوته في جرأة أدواته المعرفية". وأبرزت الأستاذة الجامعية، أن "خطاب الإقصاء والتشهير بأهل العلم يعطي صورة مشوهة على قدرات علماء المغرب، ويظهرهم وكأنهم ضعاف على المواجهة العلمية والمناظرة التي تميزوا بها، في حين أنه يشهد لهم دائماً بالنزول الرزين لساحات الحجاج العلمي، بعيداً عن لغة السب واللعن"، على حد تعبيرها. وأوضحت المتحدثة في تدوينة لها على جدارها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن "استعمال خطاب التحريض المذهبي المفضي إلى تفتيت وحدة الأمة، يعطي صورة سلبية عن علماء أهل المغرب، وتشوش على قدراتهم العلمية والمعرفية". وأشارت في ذات السياق، إلى أن "علماء المغرب، ناظروا المخالفين لهم، باستخلاص وقت ثمين اقتطعوه من أعمارهم في سبيل المعرفة، فانتجوا ما تحول بعد زمانهم إلى متاحف علمية، وبقي من جاء خلفهم، خارج أسوارها للحراسة، لأجل الافتكاك بكل مجتهد"، تضيف آيت أحمد. هذا، ولقي عدنان إبراهيم، بعد حلوله بالمغرب، هجوماً حاداً من طرف السلفيين المغاربة، وعلى رأسهم رجال الدين الذين انبروا إلى الكتابة عنه بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفه بعضهم ب "الضال والمضل والشيطان والمهرج". وتجدر الإشارة إلى أن عدنان إبراهيم، يعتبر في السنوات الأخيرة، من أشهر الشخصيات المؤثرة في العالم العربي، حيث خلق جدالات واسعة بسبب خطبه المنبرية ودروسه العلمية، والتي كانت محط انتقادات من طرف هيئات وشخصيات كبيرة وكثيرة.