يخيم منذ بداية هذا الأسبوع الجاري، شبح مقاطعة الامتحانات بجامعة محمد الأول بوجدة، حيث دعا الطلبة القاعديون لسلسلة من حلقيات النقاش التي تداول فيها الطلبة مقترح مقاطعة الامتحانات. وفي الوقت الذي دفع عدد من الطلبة في اتجاه عدم الانجرار وراء دعوات المقاطعة، كشف مصدر طلابي بأن هناك توجها قويا يدفع في اتجاه مقاطعة الامتحانات، غير أنه أشار بأنه وإن كان هذا الجزء من الطلبة متفقين على المقاطعة، فإن الأسباب التي سردها كل طالب للتأسيس لهذا المقترح مختلفة. وأشار نفس المصدر في هذا السياق، إلى أن هناك من دعا إلى مقاطعة الامتحانات بالنظر للوضع العام الذي يعيشه الطلبة من داخل المؤسسات الجامعية، وهي أوضاع يصفها بعضهم بالمزرية، بالنظر إلى تأخر المنحة والاكتظاظ وغيرها من المشاكل، فيما آخرون دفعوا في اتجاه المقاطعة تضامنا مع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها منطقة جرادة والريف، على اعتبار أن عددا من المعتقلين هم في نفس الوقت طلبة في الجامعة المذكورة. فيما ربطت فئة أخرى بين مطلب المقاطعة، والتوقيت الذي حددته مختلف المؤسسات الجامعية لإجراء الامتحانات، حيث اعتبر العديد من الطلبة أن التوقيت غير مناسب بالنظر إلى أنه يأتي بالتزامن مع رمضان، وبالتالي فإن ذلك سيكون له تأثير وفق نفس المصدر على أداء الطالب. وفي الوقت الذي لم يحسم بعد الفصيل الطلابي في قرار المقاطعة، فإن الرافضين للمقاطعة من الطلبة، يثيرون عدة مخاوف من كون أي دفع في اتجاه المقاطعة قد يخلق صدامات داخل الجامعة، وقد تتطور إلى أحداث عنيفة كما وقع قبل أربع أو خمس سنوات. ويؤكد الرافضون للمقاطعة، بأن المقاطعة جربها الطلبة على مدى السنوات الأربع الماضية، وفي كل سنة كانت تساق نفس الأسباب لدفع الطلبة من أجل مقاطعة الامتحانات، لكن دون نتيجة، وتكرار نفس الخطوة الاحتجاجية برأي الطلبة الرافضين للمقاطعة، لا يعبر عن رغبة في تحسين الأوضاع، بقدر ما هي خطوة غير محسوبة ومزاجية حسب رأي العديد منهم. هذا وكانت رئاسة جامعة محمد الأول، قد أكدت في الأيام الماضية، أن "جميع المؤسسات الجامعية كثفت الجهود، طوال هذا الموسم الدراسي، من أجل احترام رزنامة الدروس، والامتحانات، المصادق عليها من طرف مجلس الجامعة، وهي تحرص على السير العادي لامتحانات الدورة الربيعية، لتمكين الطلبة من الحصول على الشهادات الدراسية، في أواخر يوليوز لضمان فرصهم في اجتياز مباريات التوظيف، أو المباريات الخاصة بإتمام الدراسة (الماستر)، على غرار طلبة باقي الجامعات المغربية". وأضافت رئاسة الجامعة في بلاغ لها حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه، أنها "لاحظت، أخيرا، بعض التشويش على برمجة هذه الامتحانات، والترويج لمقاطعتها، مما قد ينسف كل الجهود المبذولة خلال هذه السنة الجامعية"، واعتبرت هذا التشويش، "تهديدا لمصلحة الطلبة مما يفوت عليهم فرصا عديدة". وبناء على هذه المعطيات، دعت رئاسة جامعة محمد الأول جميع الطلبة إلى الالتزام بمواعيد الامتحانات، وعدم الانسياق وراء ما سمته "بالدعوات غير المحسوبة"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن مقاطعة الامتحانات "ستنعكس سلبا على مواعيد تسليم الشهادات، كما أنها ستحول دون بداية موسم جامعي بشكل عاد برسم السنة الجامعية المقبلة، كما هو مسطر لها من خلال البرنامج الوزاري".