أمين لمخيضة – صحفي متدرب روحه القتالية وتفانيه في الدفاع عن قميص " الأسود "، جعلت العديد من المتتبعين يلقبونه ب"المحارب"، ليكون درار أحد أبرز اللاعبين الذين ساهموا في تأهل المنتخب المغربي إلى المونديال، بعد استماتته وأداءه الرجولي في موقعة الكوت ديفوار. درار المزداد سنة 1986 بمدينة الدارالبيضاء، توفي والده وهو لم يكمل عامه الأول بعد، ليتحمل المسؤولية في سن صغير، قبل أن يغادر العاصمة الإقتصادية رفقة عائلته الصغيرة، صوب الديار البلجيكية في عمر لا يتجاوز الأربعة عشرة سنة. رغم رحيله عن البيضاء، عشق كرة القدم ظل يجري في دماء درار في بلجيكا، ليبدأ مسيرته الإحترافية مع "ديجم سبورت" ، ثم نادي ويسترلو البلجيكي، الذي قضى معه موسمين جيدين، قبل أن ينتقل إلى كبير الدوري البلجيكي، نادي كلوب بروج، حيث استهل مساره الحقيقي هناك. أربع سنوات كانت كافية "للأسد" المغربي، من أجل كتابة إسمه من ذهب داخل أروقة دوري "جوبيلير" البلجيكا، محققا رقما مميزا من التمريرات الحاسمة ( 44 تمريرة حاسمة في 4 مواسم )، لتلقبه الجماهير البلجيكية ب" آلة صناعة العرضيات"، فضلا عن تسجيله لتسعة عشر هدفا مع النادي البلجيكي. أداء درار، لفت أنظار فريق موناكو الفرنسي، موقعا معه عقدا يمتد أربع سنوات، ليصبح أميرا ضمن فريق الإمارة الفرنسي بتحقيق الصعود إلى دوري الأضواء "الليغ1" بعد سنة واحدة على التحاقه بالنادي، ليتوج بعد أربع سنوات بباكورة ألقابه مع نادي الإمارة، لما أحرزوا درع الدوري الفرنسي بعد منافسة قوية مع رفاق كافاني ودي ماريا، نادي باريس سان جيرمان، حينها كان يمتلك مزيجا قويا من اللاعبين، أبرزهم مبابي وفالكاو وليمار. بعد تتويجه بعرش الدوري الفرنسي، قرر درار تغيير الأجواء وخوض مغامرة جديدة، ليرحل صوب إسطنبول موقعا مع "طيور الكناري الصفراء"، مجاورا زميله في المنتخب عاطف شحشوح، لتنطلق فتوحات نبيل درار مع فريقه فنربخشة في الأراضي التركية. مسار درار مع المنتخب انطلق سنة 2008، وطيلة هذه المدة استطاع نبيل كسب رسميته رفقة "الأسود" رغم توالي وتغير المدربين. درار كان شاهدا على مرحلة "النكبة" التي مر بها "الأسود"، فعلى مدار أربعة عشرة سنة (منذ سنة 2004) لم يحقق المنتخب الوطني أي إنجاز كروي يذكر، بين عدم التأهل أو الخروج المبكر من دور مجموعات أمم إفريقيا والإندحار أمام منتخبات مغمورة إفريقيا، لتأتي مرحلة رونار، الذي أحدث ثورة في الفريق الوطني، ببلوغه الدور الربع النهائي من كأس أمم إفريقيا الغابون، ثم التأهل التاريخي إلى مونديال روسيا على حساب منتخبات قوية كالغابون ومالي و ساحل العاج. في روسيا، سيكون المنتخب الوطني بحاجة إلى صلابة واندفاع درار، في كبح جماح مهاجمي المنتخبات، والإرتداد السريع الذي يمتلكه لاعبنا "المدافع المهاجم"، ليمنح الكعبي وبوطيب أهداف الإنتصار، التي ستفرح الشعب المغربي وتنسيه سنوات من الإنكسار.