لم تمر سوى ساعات على نفي وزارة الشغل المغربية تعرض العاملات المغربيات بضيعات الفواكه بإسبانيا لأي اعتداءات جنسية أو سوء معاملة، حتى نشرت صحيفة «الإسبانيول» الإسبانية تحقيقا صادما وفظيعا، أول أمس السبت، يؤكد بالشهادات والصور أن تلك الاعتداءات الجنسية حقيقية. «يعرفون أننا فقيرات، ولدينا أبناء نعيلهم، والكثيرات منا مطلقات أو أرامل. يبتزوننا بطردنا من العمل إذا لم نستسلم لنزواتهم الجنسية. في الضيعات يتحرشون بنا، ويضربوننا، ويسبوننا»، تكشف بحرقة العاملة المغربية حبيبة في إحدى ضيعات الفراولة بمنطقة هويلفا الإسبانية. هي واحدة من 8 عاملات مغربيات تجرأن وكسرن جدار الصمت، وأكدن في التحقيق أن «استعبادهن جنسيا» بإسبانيا «حقيقة» وليس «كذبا». خلال السنة الجارية انتقلت أكثر من 17 ألف مغربية للعمل في ضيعات الفراولة بإسبانيا. «إما أن تستسلم، وتصمت، أو يطردونك. يجلبوننا من المغرب ليجعلونا مستعبدات جنسيا»، تستمر حبيبة في سرد معاناتها. الشهادات قدمتها عاملات مغربيات في ضيعات مختلفة، تبعد الواحدة عن الأخرى ب70 أو 80 كيلومترا في منطقة هويلفا، لكن كل العاملات ال8 يؤكدن: «في الضيعات هناك اغتصابات واعتداءات جسدية، واستغلالات جنسية، ويجري التفاوض مع محليين يبحثون عن نساء يمارسن الجنس معهم، ويغسلن ملابسهم، وينظفن البيت». وتبقى الشهادة الصادمة تلك التي قدمتها العاملة المغربية ليلى (36 عاما)، بوجه مكشوف وهي تكشف مناطق في جسدها لإظهار حجم الاعتداءات التي تعرضت لها على يد متقاعد إسباني استقدمها إلى بيته، قائلة: «إنهم يستغلون بؤسنا، كان يضغط علي كل يوم لكي أمارس معه الجنس، لكنني كنت أرفض، لكنه اغتصبني في تلك الليلة».