بعد التحقيق المثير للجدل الذي نشرته مجلة ألمانية مرفقا بفيديو، يرصد تعرض عاملات مغربيات في ضيعات زراعية بجنوب إسبانيا وإيطاليا، ل"الاعتداء الجنسي"، حلت لجنة مغربية وإسبانية الأسبوع المنصرم بمدينة هويلفا الإسبانية للوقوف على حقيقة هذه الادعاءات. اللجنة ضمنت مسؤولين عن وزارة الشغل والإدماج المهني، ووزارة الشغل الإسبانية، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، والسفارة الإسبانية بالمملكة، حيث قاموا بزيارات تفقدية إلى الضيعات التي تشغل فيها العاملات المغربية، للوقوف على الظروف التي يشتغلن فيها. مصادر إسبانية أشارت إلى أن اللجنة شاركت في حفل غداء يوم الخميس الماضي إلى جانب مهنيين وفلاحيين إسبان، حيث تم الخوض في مجموعة من النقاط المرتبطة بشروط وظروف عمل المياومات المغربيات اللواتي يزيد عددهن هذه السنة عن 11 ألف عاملة. فيما أجريت الجمعة زيارات ميدانية إلى مجموعة من الضيعات، وتم الحديث مع مجموعة من العاملات المغربيات عن أجواء العمل. مصادر من إسبانية كشفت ل"اليوم24″ أن مثل هذه الزيارة الميدانية تبقى ضرورية ومهمة، لاسيما في الجانب المعنوي، إذ تحسس العاملات المغربيات أن دولتهن الأم تهتم بهن وبأحوالهن في "الغربة"، غير أن بعض الممارسات العنصرية التي تتعرض لها المغربيات لا يمكن محاربتها ب"الزيارات البروتوكولية"، بل بقرارات عملية، وهو "الشيء الذي لم يحدث إلى حدود الساعة". وتشير المصادر ذاتها إلى أن بعض العاملات المغربيات قد يشتغلن لمدة 12 الساعات في اليوم مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز 500 درهم، علما أن غالبيتهن يشتغل يوميا 8 ساعات مقابل 400 درهم. وأضافت أن اختيار المغربيات للعمل في الحقول الإسبانية يتم على "أساس عنصري"، إذ يشترط أن تكون أعمارهن تتراوح ما بين 30 و40 عاما، وأن يكن متزوجات ولدينهن أبناء، وأن يتمتعن ببنية جسمانية قوية، وغيرها من الشروط العنصرية. وكانت مجلة "بازفيد" الألمانية نشرت تحقيقا، بشراكة مع تلفزيون وراديو لوكسومبورغ "RTL" وموقع "كوريكتيف"، يحتوي على معطيات صادمة عن "نساء من بينهن مغربيات، عاملات في مزارع بنواحي منطقة أيت عميرة جنوبأكاديروبجنوب إسبانيا وبإيطاليا، يتعرضن للاغتصاب أو لمحاولة الاغتصاب أو للاغتصاب المتكرر، أو للعنف في بعض الحالات". وتحدث التحقيق "مع 100 امرأة من جنسيات مختلفة اشتغلن في المزارع، تعرضت بينهن 28 امرأة للاغتصاب أو لمحاولة الاغتصاب، و50 منهن تعرضن للاعتداء الجسدي وكلهن تعرضن للاعتداءات اللفظية". وحسب جمعية "الأيادي المتضامنة" التي أشار إليها التحقيق، ف"هناك أزيد من 855 حالة مختلفة، إما اعتداء جسدي أو جنسي أو محاولة اعتداء، سجلتها الجمعية في شمال المغرب فقط".