على بعد أيام من نشر تحقيقات صحفية دولية، تشير إلى معطيات صادمة تتحدث عن تعرض عاملات مغربيات في مزارع بجنوب إسبانيا وإيطاليا، ل"الاعتداء الجنسي"، سارعت وزارة الشغل والإدماج المهني، إلى كشف حقيقة التحرش الجنسي بالعاملات الموسميات بالضيعات الفلاحية الإسبانية. وزارة يتيم التي فضلت تعميم بيان في موضوع ورفض الإدلاء بأي معطيات أخرى، حذرت من الأشرطة التي تم أو يتم تداولها ببعض الصحف والمواقع الإلكترونية حول هذا الأمر، موضحة أنه كلما وردت على الوزارة أو الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات شكايات من العاملات المغربيات، تتم إحالتها ومعالجتها مع الإدارة الإسبانية المعنية للقيام باللازم. حسب الوزارة، فإن بعض الأشرطة المتداولة المشكوك في صحتها تظهر حقولا للطماطم وتسلط الضوء على أحداث قد تكون وقعت شهري مارس وأبريل 2017، بالإضافة أن إحدى المشتكيات البالغة من العمر 25 سنة والتي تبعا للوقائع التي أدلت بها، تحيل على أنها عملت بالضيعات الفلاحية وعمرها 15 سنة لكون آخر فوج للعاملات اللواتي تم انتقاؤهن سنة 2009، مما يتنافى وشروط انتقاء العاملات التي تتم تحت إشراف الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، والتي تستوجب أن تتراوح أعمار العاملات الموسميات ما بين 18 و45 سنة. وللوقوف على هذه المعطيات الصادمة، كشفت الوزارة أن وفدا مشتركا مغربيا-إسبانيا، سيطير إلى إقليم "هويلفا" الاسباني هذا الأسبوع، وسيقوم بزيارة ميدانية لمعاينة أوضاع العاملات المغربيات بالضيعات الفلاحية، ويطلع على الخدمات المقدمة لهن من أجل مواكبتهن وتيسير اندماجهن والوقوف على ظروف اشتغالهن وإقامتهن بعين المكان. زيارة الوفد المغربي ستتطرق أيضا إلى الطريقة التي يتم بها تدبير هجرة العاملات الموسميات. وإلى حدود 7 ماي الجاري، وفرت السلطات الاسبانية تراخيص العمل لمجموعة مهمة من العاملات، تم على إثرها إيداع طلبات التأشيرة لدى المصالح القنصلية الإسبانية بطنجة لما مجموعه 15.331 عاملة ومغادرة 48 مجموعة من العاملات أرض الوطن خلال الفترة الممتدة ما بين 06 فبراير و07 ماي الجاري، حيث بلغ عدد الملتحقات بمواقع العمل ما مجموعه 14.676 عاملة. ولتسهيل وصول العاملات المغربيات إلى حقول التوت بإسبانيا، تم عقد اجتماعات تنسيقية في رئاسة الحكومة بحضور القطاعات المعنية ليتم توفير الشروط والوسائل لإنجاح عمليات انتقاء المرشحات التي تمت خلال الفترة ما بين 29 يناير و01 فبراير 2018، تحت إشراف الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، وبحضور ممثلين عن الإدارة الإسبانية والجمعيات المهنية الفلاحية لإقليم "هويلفا"، وبدعم من السلطات المحلية، وهي العملية التي أسفرت عن اختيار 10.339 عاملة. إلى ذلك، كان موقع "بازفيد" الألماني نشر تحقيقا، بشراكة مع تلفزيون وراديو لوكسومبورغ "RTL" وموقع "كوريكتيف"، يحتوي على معطيات صادمة عن "نساء من بينهن مغربيات، عاملات في مزارع بنواحي منطقة أيت عميرة جنوبأكاديروبجنوب إسبانيا وبإيطاليا، يتعرضن للاغتصاب أو لمحاولة الاغتصاب أو للاغتصاب المتكرر، أو للعنف في بعض الحالات". وتحدث التحقيق "مع 100 امرأة من جنسيات مختلفة اشتغلن في المزارع، تعرضت بينهن 28 امرأة للاغتصاب أو لمحاولة الاغتصاب، و50 منهن تعرضن للاعتداء الجسدي وكلهن تعرضن للاعتداءات اللفظية".وحسب جمعية "الأيادي المتضامنة" التي أشار إليها التحقيق، ف"هناك أزيد من 855 حالة مختلفة، إما اعتداء جسدي أو جنسي أو محاولة اعتداء، سجلتها الجمعية في شمال المغرب فقط".