فاجأ نور الدين الصايل، المدير السابق للمركز السينمائي المغربي، عموم الحاضرين في الندوة المنظمة على هامش مهرجان سوس للفيلم القصير في دورته 11، بالمركب الثقافي لايت ملول مساء أمس الجمعة،حين أشار بصراحته المعهودة بأنه لايؤمن شخصيا بمايصطلح عليه فنيا ب"السينما الافريقية". وقال:"أنا لاأومن بالسينما الافريقية ،ولكن أومن بسينما سينغالية وسينما بوركينابية وسينما ايفوارية وسينما مغربية، ومجموع هذه السينمات هي التي تعطينا السينما الإفريقية". وأضاف الصايل الذي سبق أن شغل منصب المدير العام للقناة الثانية وراكم تجربة كبيرة في مساره المهني ، في الندوة المنظمة تحت عنوان "السينما الافريقية أية آفاق" ، بأن أوربا مثلا تختلف فيها السينما من بلد إلى آخر، فالسينما في بريطانيا تختلف عن نظيرتها الايطالية، والدانماركية تختلف عن البلجيكية، وحين "نجمع بين هذه السينمات نحصل على الأوربية، وتحت في إفريقيا ننطلق من العكس ". وحاول الصايل في مداخلته وضع الحاضرين في السياق العام الذي يمر منه القطاع السينمائي بالقارة السمراء بكل موضوعية وتجرد، بعيدا عن الأحلام الوردية التي يحاول البعض الركوب عليها ،وقال في هذا الصدد:"دعونا من الحلم الافريقي والدعم المالي، هادشي ماكاينش شاي..لابد من تأصيل الصناعة السينمائية ،في المغرب مثلا لابد أن نفكر في إنجاز 300شاشة في أفق 3أو 5سنوات، وإلا فنحن نسير نحو الهاوية". وأضاف:"وحتى الجوائز التي يحصل عليها الافارقة عالميا، فهي فعلا تشرف القارة، ولكن لايمكن أن نقول بأن لدينا سينما افريقية بمجرد الحصول على هذه الجوائز العالمية، كما وقع مع المخرج البوركينابي ادريسا ويدراوكو، الحائز على الجائزة الأولى في مهرجان (كان) سنة 1990، فهذا التتويج لم يغير شيئا، فاليوم لايمكننا ان نتحدث على أن هناك سينما بوركينابية". وبخصوص غزارة إنتاج بعض الدول الإفريقية في المجال السينمائي، وخير دليل على ذلك السينما النيجيرية التي تنتج سنويا أزيد من 900فيلم، يقول الصايل:"نتحدث هنا عن الفيلم الاستهلاكي، ويدخل في إطار أفلام vcd ،يتم تصويرها في أربعة أيام، وتباع هذه الانتاجات بأثمنة لا تتعدى 5دراهم ".