سلطت يومية "إلموندو" الاسبانية، الواسعة الانتشار، الضوء على اعتقال توفيق بوعشرين، مدير صحيفة "أخبار اليوم" و"اليوم 24″ يوم 23 فبراير الماضي، من خلال مقال عنونته ب" مونتاج أم حقيقة؟ 70 يوما على اعتقال مدير يومية مزعجة بالمغرب بتهمة الاغتصاب". وقالت الصحيفة "مر 70 يوما على اعتقال 30 شرطيا لتوفيق بوعشرين من مقر صحيفته بالدار البيضاء، التي تحتل المركز الرابع في ترتيب الجرائد الأكثر مبيعا بالمغرب". ونقلت الصحيفة تصريحات لمجموعة من الزملاء أكدوا خلالها " لقد حذرنا بالفعل من أن ذلك قد يحدث في يوم من الأيام إذا لم تغير الصحيفة نغمتها النقدية في الافتتاحية". وتابعت "الاتهامات تتركز على فيديوهات جنسية بمكتب بوعشرين، الذي شدد على كون الكاميرا والأشرطة التي وجدها رجال الأمن بمكتبه لا تعود له، مبرزا أن رجال الأمن هم من وضعوها بمكتبه"، وفق إفادة دفاعه. اليومية أكدت أن الوثائق التي قدمها رجال الأمن للقاضي تؤكد قيامه بعلاقات جنسية بهدف استعمالها فيما بعد من أجل الابتزاز، مبرزة أن البعض نفى الأمر كما هو حال عفاف برناني، التي تقدمت بشكاية ضد رجال الأمن بتهمة تزوير الشهادة. وتابعت "في المقابل، توبعت عفاف بتهمة التشهير وحكم عليها بستة أشهر وغرامة مالية قدرها 1000 درهم" واستشهدت بروايتها التي قالت فيها "لم يسبق لي تقديم شكاية ضد بوعشرين، الشرطة هي من قام باستدعائي وعرضتني لضغوطات كثيرة". وأكدت الصحيفة "خلال كل هذا الوقت انقسم الرأي العام حول القضية، وعلى مستوى الشارع المغربي، وبصوت منخفض، يعتقد كثيرون أن كل ما وقع كان بمثابة فبركة بهدف إسكات الصحفي". ونقلت اليومية تصريحات النقيب زيان، الذي قال "واحدة ممن اتهمنه بالاعتداء الجنسي اعترفت أنها لا تزال عذراء، ولم يسبق لها ربط علاقة جنسية مع بوعشرين، وأنكرت أخرى أنه أجبرها على ممارسة الجنس، وشهدت أخرى، تشتغل مضيفة، أنها كانت عشيقته لكنه لم يسئ إليها، في وقت اعترفت فيه أخرى أنه اقترح عليها ممارسة الجنس لكنها رفضت". وقالت إن الشهادة الوحيدة التي كانت ضده هي لوداد ملحاف، التي قالت إنه "كان لها اجتماع مع بوعشرين لمناقشة مضامين عقد العمل الذي سيربطها بالمؤسسة، واستغل المناسبة للتحرش بها". وشدد اليومية على كون النقيب زيان مقتنع بكون وراء هذا السيناريو مصالح "إنه مونتاج ماسخ للزج بهذا الرجل في السجن، يريدون إغلاق جريدته لأنها تزعج الحكومة بتحليلاتها، خصوصا بعض رؤساء الشرق الأوسط بسبب طبيعة الأخبار التي يتم نشرها". وعرجت اليومية على تصريحات المحامية راسيل ليندون، التي قالت "الملف شابته مجموعة من الخروقات، لقد جهزوا شهادات ضحايا مزعومات لأنهن عندما تقدمن للإدلاء بأقوالهن نفين ذلك جملة وتفصيلا". ونقلت اليومية تصريحا لهشام بوعشرين، شقيق توفيق المقيم بمدريد، الذي قال "توجهت لزيارته بالسجن، كنت رفقته في قاعة صغيرة طيلة 30 دقيقة، وكنا محاطين برجال الأمن، نعرف كلنا أن الأمر يتعلق بسيناريو، شقيقي ظل ينشر الحقائق وينتقد ما لا يجرؤ على قوله آخرون، وهذا هو سبب تواجده في السجن". وذكرت اليومية بمشاكل بوعشرين مع كل من الميلياردير عزيز أخنوش ومحمد بوسعيد، والحكم عليه بأداء غرامة مالية قيمتها 450 ألف درهما. وأثارت "إلموندو" موضوع تدني الوضع الإعلامي بالمغرب ومتابعة الصحافيين، مستشهدة بترتيب الجار الجنوبي لإسبانيا في مؤشر حرية الصحافية، الذي يحتل فيه المغرب المركز ال 155 من بين 180 بلدا، ومثيرة، في السياق ذاته، موضوع متابعة الزملاء عبد الحق بلشكر، محمد أحداد، عزيز الحور، حميد المهداوي، فضلا عن طرد الصحافيين الاسبانيين، خوصي لويس نافارو، وفيرناندو سانز مورينو، من صحيفة " إلكوريو ديبلوماتيكو" وسعد كمالي من اليومية البريطانية " دي غارديان".