رغم اتجاهه إلى تطويق الخلاف بينه وبين نقابته، إلا أن الفتور في العلاقة بين سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ونقابة حزب الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أرخى بظلاله على احتفالات النقابة في عيد العمال، اليوم الثلاثاء. وفيما قرر الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب تنظيم أهم مهرجان له في فاتح ماي بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، اليوم الثلاثاء، واستضافة العثماني لتأطيره، إلا أن الخلاف بين العثماني ونقابيي حزبه بدا واضحا، حيث لم يحضر أحد من المنتسبين لنقابة الحزب لسماع خطاب العثماني، في العشرة صباحا كما كان مقررا، ما اضطر منظمي النشاط لتأجيله ساعة إضافية، إلى حين وصول عدد من المنتسبين لنقابة البيجيدي لملء الكراسي الفارغة. ووجه العقماني خلال الأيام القليلة الماضية، رسالة إلى كل قيادات الحزب من كتاب جهويين وإقليميين ومحليين، حاثا إياهم على المشاركة والتعبئة للمشاركة في مسيرة فاتح ماي، ودعم الشريك النقابي للحزب، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب الذي يرأسه عبد الإله الحلوطي. في السياق ذاته، قال مسؤول في نقابة البيجيدي، أن موقف هذه الأخيرة الرافض للعرض الذي قدمته حكومة سعد الدين العثماني في ظل الحوار الاجتماعي، مثل دليلا كبيرا على استقرارية القرار في النقابة، وعلى عدم تأثير قيادات الحزب على القرارات المتخذة في الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، حتى لو كانت ضد توجهات حكومة العدالة والتنمية، لأن النقابة تدافع عن مصالح العمال والطبقة الشغيلة وليست بوقا للحكومة. يشار إلى أن مختلف النقابات استبقت مسيرات فاتح ماي، للتعبير عن رفضها للعرض الحكومي حول الزيادة في الأجور، والذي اقترح فيه فريق العثماني زيادة 300 درهم ي أجور الموظفين في برنامج تدريجي ممتد على ثلاثة مراحل، وهي الزيادات التي رأتها النقابات هزيلة، ولا ترقى إلى مستوى تطلعاتها ولا تستجيب لحاجيات الطبقة الشغيلة.