اختلفت تعبيرات مشاييخ السلفية حول حملة المقاطعة، التي تخوضها فئات المجتمع المغربي ضد كل من شركة الوقود "إفريقيا"، وحليب "سنطرال"، وماء "سيدي علي"، إذ اختار بعضهم الانخراط بشكل علني، بينما اختار آخرون الصَّمت والتواري، في حين عبّر بعض آخر عن موقفه بلغة خشب، وديبلوماسية. الكتاني: نحن من الشعب وإلى الشعب أعلن الحسن الكتاني، الخطيب الموقوف، ورئيس الرابطة العالمية للاحتساب، عن انخراطه في حملة المقاطعة ضد الشركات الثلاث، وقال على جداره في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "نحن من الشَّعب وإلى الشعب". وأضاف الكتاني: "جلسنا في مطعم لنتغدى، فجاء النادل بقارورتي ماء سيدي علي، فقلنا له نحن مقاطعون!، فهل عندكم سيدي حرازم أو غيره؟ قال: لا، فقلنا هات ماء من الصنبور ففيه الخير والبركة". الحدوشي: لسنا للاستهلاك ومقاطعون حتى النخاع من جهته، عبّر عمر الحدوشي، الخطيب السابق، وعضو رابطة علماء المغرب العربي، عن دعمه لحملة المقاطعة، ودعا على جداره بموقع فيسبوك إلى "أن تكون المقاطعة بحرفية، لأنها أقوى سلاح للضغط على لوبيات الجيوب". وكشف الحدوشي في ذات السياق"، على أنه مقاطع، وقال: "نحن مقاطعون حتى النخاع، فلسنا أيها الاستغلاليون للاستهلاك، والمغرب ليس ملكا لآبائكم"، على حد تعبيره. أبو حفص: يجب حماية المستهلكين والمستثمرين وفي حين صرّح رفقاء محنة محمد عبد الوهاب رفيقي، المقلب بأبي حفص، التصريح بموقفهم من حملة المقاطعة، تحفظ هذا الأخير عن الإدلاء بموقفه الشخصي منها، وعمل على أن يرضي خاطر المستهلكين والمستثمرين في آن واحد، مما جلب عليه انتقادات من لدن متتبعيه. وأكد رئيس مركز الميزان للوساطة والدراسات والإعلام، أنه "حان الوقت لتكون لدينا جمعيات لحماية المستهلك حقيقية وفاعلة ومؤطرة لمثل هذا النضال، لتحمي الطبقات المستضعفة من جشع المضاربين، والمستثمرين، كما تراعي في الوقت ذاته إكراهات الفاعلين الاقتصاديين". وعلى الرغم من أن أبو حفص صرّح بأنه يدعم أي مبادرة لتخفيض الأسعار، والتخفيف على الطبقات الفقيرة، والمتوسطة، شريطة عدم تسييسها وتوظيفها لخدمة أجندات معينة، إلا أن متتبعيه طلبوا منه موقفاً واضحاً، وهو ما تجنبه، واكتفى بالتلميح إليه، وقال: "أنا براسي ولد الشعب وغالية عليا دك المواد". الفزازي.. صمت عن المقاطعة وحديث عن الأقليات ورمضان واختار مشايخ السلفية التعبير عن آرائهم بمختلف الأشكال حول قضية المقاطعة، بينما لاذ محمد الفزازي، خطيب جمعة مسجد طارق ابن زياد في مدينة طنجة بالصمت، وتوارى عن الأنظار، بخلاف ما يعرف عنه من دينامية في موقع التواصل الاجتماعي في مثل هاته النقاشات العمومية. وفضّل رئيس الجمعية المغربية للسلام، والبلاغ، الحديث، بعد أسبوع من انطلاق حملة المقاطعة، مع شبكة تلفزية، وإلكترونية عن الأقليات الدينية، والحريات العامة، وصوم رمضان، بدل الإدلاء برأيه حول موضوع مقاطعة شركة الوقود إفريقيا، وحليب سنطرال وماء سيدي علي. القباج يدفع عن المقاطعين تهمة "نشر الفتنة" من جانبه، دفع حماد القباج، المنسق السابق لجمعيات دور القرآن، عن المقاطعين للشركات الثلاث تهمة نشر الفتنة، معتبرا أن الفتنة الحقيقية تكمن في الذين يراكمون الثروات الفاحشة بطرق غير مشروعة، من خلال أكل أموال الناس بالباطل. ودعا القباج الذين يتهمون المقاطعين بنشر الفتنة، إلى الذهاب إلى المستشفيات العمومية والمدراس التعليمية ليروا الفتن الحقيقية، ويعملوا على اجتثاثها كما يفعلون مع الذين يخوضون حملة المقاطعة من أجل عقلنة أسعار المياه المعدنية، والوقود، والحليب لتناسب قدرتهم الشرائية. وأضاف: "إذا أردتم أن تتحدثوا عن الفتنة، فيجب أن تتحدثوا عن الفتن كلها، وليس تلك، التي تمس بمصالح، وثروات السياسيين وحسب"، على حد تعبيره.