أثار اسم عبد القادر الإبراهيمي، أخيرا، جدلا في وسائل الإعلام، بعدما أعلن المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، في ندوة صحافية، وجود معهد إسرائيلي للتدريبات العسكرية في جبال الأطلس المتوسط، يستقبل إسرائيليين، ويديره الإبراهيمي نفسه. الموضوع أثار ضجة، لسببين؛ الأول، ربط المعهد بإسرائيل وبالتطبيع، والثاني، وجود تدريبات عسكرية خارج دوائر الأمن والجيش، وهو أمر غير معهود في المغرب ويثير تساؤلات. الإبراهيمي مواطن مغربي مزداد سنة 1985 بمدينة كرسيف، يقول إنه اعتنق الديانة اليهودية، رغم أن والديه مسلمان. يمارس عدة رياضات قتالية، مثل الكونغ فو، والكراطي والتكواندو، ويعتبر نفسه أحد أخطر الشخصيات القتالية في العالم في فنون القتال. أنشأ معهدا لتكوين الحراس الشخصيين، واختار مكانا في أغبالو، المنطقة النائية في جبال الأطلس مقرا له، حيث يعرض على الشباب الحصول على تدريب شبه عسكري لمدة أسبوع مقابل 2000 درهم. التدريب يتيح للخريجين، حسب قوله، العمل في مجال الأمن الخاص وحراسة الشخصيات، وهو ما يفتح الباب للعمل داخل المغرب وخارجه. وفعلا، يتحدث صاحب المعهد عن مساعدته شبانا للعمل في الخليج في مجال الأمن. إلى هنا تبدو الأمور طبيعية، فالأمر يتعلق بشاب بادر إلى خلق مشروع خاص به، ويكسب منه قوته اليومي، والأكثر من هذا فهو يؤكد أنه حاصل على كل التراخيص القانونية من السلطات، ويمارس نشاطه بشكل طبيعي. لكن هذا المعهد يثير الكثير من التساؤلات لدى الرأي العام؛ أولا، لماذا سُمِّي «معهد ألفا الإسرائيلي»، وليس معهد «آلفا المغربي»؟ ذلك أن مجرد التسمية تحيل إلى علاقة بإسرائيل، في الوقت الذي تعتبر العلاقات بين المغرب وإسرائيل مقطوعة رسميا، بسبب احتلال فلسطين وانتهاك حقوق الفلسطينيين. ثانيا، لماذا يستقبل المعهد شخصيات عسكرية إسرائيلية؟ لقد تحدث صاحب المعهد بتفصيل عن استضافته يهودا أفيخفير، ابن أفيخفير إيمي ليشتنفيلد، الكولونيل السابق في الجيش الإسرائيلي، ومؤسس الأسلوب القتالي «غراف ماغا» (Krav-maga)، الرياضة التي يمارسها الجنود الإسرائيليون، مضيفا أن المعهد يسعى إلى الاستفادة من خبرته. كما تحدث عن استضافة خبراء أمنيين آخرين، أمثال كلود دافونسيكا، وهو قائد في الجيش الفرنسي متخصص في مجال الرماية، و«أميريكو داسيلفا» الذي يعمل بالأمن الفرنسي، وإيمانويل طاكو، الذي قال إنه صهر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والذي جاء ليسلم عبد القادر الوسام الأوروبي، فضلا عن وسام وزارة الشباب والرياضة الفرنسية. يفترض أن استضافة أمنيين أجانب، خاصة من إسرائيل، لا يتم دون ضوء أخضر. ثالثا، عمل هذا المعهد لم يكن سريا، فهو يشتغل علانية، ولديه موقع على الأنترنت ينشر فيه صور التدريبات العسكرية القاسية التي يستفيد منها المتدربون، كما ينشر صور الشخصيات الإسرائيلية والفرنسية التي زارته والتي أسهمت في التداريب، وينشر فيه صور تدريبات على استعمال المسدسات، التي قال إنها تستعمل طلقات بلاستيكية. وحتى عندما كشف المرصد المغربي للتطبيع نشاط المعهد، كان عبد القادر الإبراهيمي، صاحب المعهد، منفتحا على الصحافة، وأدلى بتصريحات، والتقى صحافيين، وجدد تأكيد استضافته شخصيات من إسرائيل، ومن دول أخرى، وتحدث عن ديانته اليهودية، وكشف أنه عندما استقبل ضيوفه الإسرائيليين أخبر السلطات المحلية بذلك، وأدلى لها بجوازات السفر، بل يقول إن لديه صورة جماعية لضيوفه مع رجال السلطة. إذن، هذا المعهد يشتغل تحت أعين السلطة التي تعرفه جيدا، ولا يخفى عليها شيء من أنشطته. هذا يعني أن لغز هذا المعهد بيد السلطات التي يجب أن تخبر الرأي العام بحقيقته، خاصة أن هناك تحقيقات جارية.