تصوير- سامي سهيل إلى قمم جبال الأطلس، انتقل فريق "اليوم 24" إلى حيث تأسس معهد ‘إسرائيلي' يهتم بالتدريب العسكري لحراس الشخصيات، اعتبره مناهضو التطبيع مع ‘إسرائيل' مهددا لاستقرار، وأمن البلد، واستنفر الموضوع حكومة سعد الدين العثماني. وتدخل أقوى جهاز أمني في البلد للتحقيق مع مؤسس المعهد، ولم تكشف النيابة العامة بعد عن نتائجه، إلا أن المعني بالأمر، أبلغ "اليوم 24″، أمس الأحد، أن الفرقة الوطنية أخبرته بأن الملف أُغلق، وقيل له "سير تخدم"، وهو ما نفاه جملة وتفصيلا بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، مؤكدا أن البحث مستمرا ومشمول بالسرية، وسيتحال على النيابة العامة. واستمعت الفرقة الوطنية لأول مرة، لعبد القادر الإبراهيمي، يوم 23 فبراير الماضي، في مقرها في الدارالبيضاء، وعادت إلى استكمال التحقيق معه، طوال الأسبوع الماضي، في مقر ولاية الأمن في مكناس، والتقيناه، مساء الجمعة الماضي، مباشرة بعد مغادرته مقر الولاية، ليرافقنا نحو قمم جبال الأطلس، لعلنا نسلط الضوء على جزء من خبايا المعهد. وفي الطريق، حكى لنا عبد القادر الإبراهيمي عن المعاملة المتميزة، التي حظي بها في ضيافة الفرقة الوطنية، كما يقول، "كنت في فندق خمس نجوم، يحققون معي في النهار، وأذهب إلى الفندق في الليل، وتكلفوا بأداء فاتورة الأكل، والفندق". من هنا بدأت تتوالد الأسئلة المقلقة عن شخصية "عبد القادر"، من يكون، ومن يوفر له الحماية؟ وما علاقته بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية؟ وكيف وصل إلى ما وصل إليه؟ أسئلة وغيرها، وإن بدت محرجة، ظل المطلوب رقم 1 لدى مناهضي التطبيع مع "إسرائيل" في المغرب، يجيب عنها من دون تردد، وفي المقابل كان يتهرب من الجواب عن الأسئلة المرتبطة بمساره التعليمي، وتكوينه العسكري، وكذا تلك المتعلقة بنقطة البداية أو التحول. وصل "اليوم 24″، قبل منتصف ليلة الجمعة الماضي، إلى مقر المعهد، الذي يوجد في مسكن متواضع من طابق واحد، يضم بين ثناياه مطبخا، ومرحاضا، وغرفة واحدة صغيرة من دون نوافذ، جدرانها تحمل صور الشخصيات الأمنية الإسرائيلية، البارزة، التي زارت المنطقة، وشخصيات أجنبية أخرى، وكذا أعلام "إسرائيل"، وشعار الحركة الثقافية الأمازيغية، وصور الأسرة الملكية. قضينا ليلة الجمعة – السبت في مقر المعهد، وصباح اليوم الموالي، وجهنا عشرات الأسئلة إلى من استطاع أن يربط علاقات قوية مع شخصيات أمنية إسرائلية، وأخرى فرنسية، منها الحارس الشخصي للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، وكلهم حلوا ضيوفا عليه، ودخلوا إلى المغرب بعلم السلطات المغربية. سألنا عبد القادر الإبراهيمي عن علاقته بالإسرائيليين، الذين قال عنهم إنهم من بادروا إلى التواصل معه، بعدما راقبوا حساباته في "فايسبوك"، و"استغربوا لعدم خضوعه لتداريب دولية من مستوى عال. ولم يتردد عبد القادر الإبراهيمي في الاعتراف بأن هناك من يحميه دوليا من أصدقائه الإسرائيليين، معتبرا أن اتهامه بتهديد أمن البلد، اتهام للشخصيات الأمنية الإسرائيلية، أيضا، وهي مستعدة للتدخل. مؤسس المعهد، الذي أنشأ له صفحة في "فايسبوك"، طرح سؤالا على متتبعيه حول رأيهم في التعاون المغربي الإسرائيلي، ومن خلال تتبعنا للتعليقات، تبين أن المعهد يضمن التدريب العسكري المجاني لمن يؤيد التعاون المغربي الإسرائيلي، وهو ما اعترف به عبد القادر الإبراهيمي، مؤكدا أن من لا يدعم التعاون الثنائي بين المغرب، وإسرائيل يكون مصدره الطرد من صفحة المعهد، وقال: "هذا جزء من إديولوجية المعهد". ويجيب مؤسس المعهد في الحوار المثير، أيضا، عن أسئلة أخرى، تتعلق بما إن كان عميلا في الموساد الصهيوني؟ وواجهناه بتعليقاته في صفحة "أفيخاي أدرعي"، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، حين كان يكتب وكأنه واحدا من عناصره، وحين دون، أيضا، أن "أصغر واحد فينا قتل 40 فلسطيني كلب". عبد القادر الإبراهيمي أجابنا عن مدى استعداده للعمل في الجيش الإسرائيلي؟ واتهامه بقرصنة شعار الأكاديمية الملكية للفنون الدفاعية في الراشيدية، وكذا سبب لجوئه إلى حذف عبارة "الإسرائيلي" من اسم المعهد في صفحته الرسمية في "فايسبوك"، وعلاقته بمركز تابع لوزارة الشبيبة والرياضة في مكناس، حين اتخذه مقرا للمعهد دون ترخيص؟ وتحدث مؤسس المعهد عن منع قائد "بومية" تدريبا عسكريا للمعهد، كان سيحضره إسرائيليون، وأجاب عن علاقته بالحركة الثقافية الأمازيغية، وكشف في آخر الحوار أنه متزوج بامرأتين، إحداهما تقطن معه في "أغبالو"، وأنجبت منه طفلتين، وكانت الشرطة قد استمعت إليها، أيضا، يوم السبت الماضي، أما الأخرى، فهي مغربية، أيضا، ومقيمة في إسبانيا، وهي من تدعم المعهد ماديا، ومعنويا، حسب قوله.