وجه الحسين حريش، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، ملتمسا إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، يطالب من خلاله التفكير بجدية في إحداث عمالة بمنطقة "المحبس أجديرية"، والتي تبعد عن تندوف بحوالي 80 كلم شرق المغرب، على الحدود المغربية الجزائرية. وقال حريش، في رسالته التي توصلت "اليوم 24″ بنسخة منها، بأن إحداث العمالة بهذه المنطقة الشرقية، وفي هذا الوقت بالذات، له راهنية وأكثر من دلالة لإتمام الورش الكبير الذي بدأته الدولة المغربية منذ 1975، والرامي إلى إعمار كافة الأراضي الصحراوية، وتبقى منطقة المحبس التي تضم قبائل أيت اوسي الوحيدة التي لم تحظ بعد بهذه الالتفاتة. وفي اتصال هاتفي للموقع بالبرلماني حريش أوضح أن"الدوافع التي دفعتنا لإصدار الملتمس، هو الوعي بخطورة المتغيرات الأخيرة لتي يعرفها ملف الصحراء المغربية، وكذلك الوعي بأهمية البعد القبلي في تدبير الوضع الأمني والسياسي بالصحراء، ونحن نعتقد أنه لا مجال لحل الملف والتفاعل مع متغيراته بذكاء، دون التوقف عن تجاهل وتهميش قبائل آيت أو سى وإبعادها عن مجالها الجغرافي المتمثل في المحبس والمناطق المتاخمة". وأضاف ذات المتحدث:"تاريخ تدبير ملف الصحراء هو تاريخ أخطاء السياسات المتبعة في تدبير الملف ابتداء من1975، والقائمة على أسس ازدواجية في الخطاب والممارسة تقرب البعيد وتبعد القريب، كان ضحيته قبائل أيتوسى بتاريخها المجيد وتضحياتها الجسيمة في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بالصحراء، لكن الواقع لايرتفع والواقع اليوم أن ثلثي أراضي قبائل آيت او سى توجد في عمق أراضي النزاع دون إعمار أو تنمية كما حصل بباقي المناطق، ونحن نعتقد أن أحداث إقليم المحبس اجديرية كفيل بأن ينهي ويفشل استراتيجية البوليساريو في فرض سياسة الأمر الواقع ومزاحمة المغرب الذي يتمتع بامتياز حيازة الأرض، كما أنه سيكون ردا للاعتبار وجبرا للضرر الذي تعرضت له قبائل آيت اوسى".