المغرب لازال مهددا من قبل الخلايا النائمة التابعة للتنظيم الإرهابي داعش، الذي يحاول في الشهور الأخيرة اختراق بعض المدن الصغيرة والهادئة. هذا ما يتضح من الضربة الاستباقية التي قامت بها عناصر مكافحة الإرهاب، ما أنقذ المملكة من مخطط إرهابي وصف ب"الخطير"، كان يهدف التنظيم الإرهابي داعش من خلاله إلى زعزعة أمن واستقرار المملكة. إجهاض المخطط الإرهابي واعتقال ثمانية جهاديين مشتبهم فيهم، يوم الخميس، في وسط وشمال المملكة، تزامن مع ارتفاع التحذيرات الغربية من تصاعد نفوذ التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل، خاصة تنظيم الدولة، وما يشكله ذلك من تهديد على أمن واستقرار المغرب والمنطقة. مصادر مطلعة كشفت ل"أخبار اليوم"، أن الأمر يتعلق بأربعة شباب سلفيين في مدنية طنجة، وأربعة آخرين في واد زم وضواحيها. مبرزة أن أغلبهم ينحرون من الأوساط الشعبية الفقيرة، كما أن مستواهم الدراسي والمعرفي متوسط. في هذا الصدد، تمكنت عناصر تابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إجهاض مخطط إرهابي خطير كان يستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة، من خلال تفكيك خلية إرهابية يوم الخميس الماضي تنشط بمدينتي واد زم وطنجة، مكونة من 8 عناصر تتراوح أعمارهم بين 21 و31 سنة، متشبعين بالفكر المتطرف والنهج الدموي ل"داعش"، وذلك في إطار التصدي الاستباقي للتهديدات الإرهابية ذات الصلة بما يسمى بتنظيم "داعش". بلاغ وزارة الداخلية أشار إلى أن التحريات الدقيقة أظهرت أن المشتبه فيهم كانوا بصدد البحث عن المواد الأولية المتعلقة بصناعة العبوات والأحزمة الناسفة، لتنفيذ عمليات إرهابية على درجة كبيرة من الخطورة، تستهدف بعض المواقع الحساسة بعدد من مدن المملكة، وذلك تنفيذا للأجندة التخريبية لداعش. كما كان أفراد الخلية يعتزمون تصفية أحد معارفهم، بعد أن شككوا في ولائه ل"داعش"، وتبنيه منهجا عقائديا مخالفا لهذا التنظيم الإرهابي. وهي سابقة، إذ لم يسبق أن أشار الأمن المغربي إلى سعي موالين لداعش في المغرب إلى تصفية بعضهم البعض. عبد الرحمان المكاوي، الخبير المغربي المتخصص في قضايا الإرهاب، أكد أن طبيعة مخطط الخلية الأخيرة، يوضح أن "المغرب مازال مهددا من طرف الخلايا الداعشية النائمة"، مبرزا أن الدولة في مواجهة مستمرة لاجتثاث هذه الخلايا. وأضاف أن أبرز أسباب وصول التطرف إلى مدينة واد زم الهادئة، هو "الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية وسوء التدبير الإعلامي والتعليمي". ويبدو أن الخلية كانت تسعى إلى القيام باعتداء على نطاق واسع، وهو الشيء الذي تؤكده نوعية المحجوزات، إذ أسفرت عملية التفتيش عن حجز بندقية صيد وخراطيش وأسلحة بيضاء وبذل شبه عسكرية، بالإضافة إلى مجموعة من المعدات الإلكترونية ومخطوطات تمجد "داعش".