"لا نحتاج إلا إلى العمل والخبز"، هكذا كان رد "مسن"، وعشرات المواطنين (شباب، أطفال، شيوخ، ونساء) من ساكنة جرادة أمس الجمعة، على التدخلات الأمنية، مشددين على ضرورة تقديم بديل اقتصادي لمدينتهم التي يعيش سكانها القهر وقلة ذات اليد، عوض مواجهة وقفاتهم الاحتجاجية المطالبة بالعيش الكريم، وتحسين الأوضاع، وخلق ورفع التهميش عن المنطقة. ولازالت "جرادة" تعيش منذ أشهر على وقع الاحتجاجات، بعد الموت المأساوي لأشخاص، تباعا، كانوا يستخرجون الفحم من مناجم مهجورة، بحثا عن لقمة العيش، من خلال مسيرات ووقفات يومية، تستنكر الوضع، وتطالب بضرورة خلق فرص للشغل. وفي الإطار ذاته، أعلنت كل من أحزاب فيدرالية اليسار (الطليعة الديمقراطي والمؤتمر الوطني الاتحادي والاشتراكي الموحد)، وحزب النهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي وجمعية أطاك، خلال ندوة صحفية صباح أمس الجمعة بالرباط، (أعلنت)، على الإعداد لمسيرة وطنية "تضامنا مع الحراك الشعبي في مناطق المغرب". وأبرزت الهيئات الداعمة لحراك جرادة، أن ما وقع في جرادة من تدخل أمني واعتقال النشطاء، يدل على أن "الوضع الاجتماعي يتجه نحو مزيد من الاحتقان، فيما الدولة عاجزة عن تقديم أجوبة على مطالب المواطنين ولا تملك إلا الجواب القمعي". يذكر أن"حراك جرادة"، دخل شهره الثالث من الاحتجاجات، التي تفجرت بسبب غلاء فواتير الماء والكهرباء، وسقوط الأخوين الحسين، وجدوان، قتيلين في أحد آبار الفحم الحجري، وأمضى الحراك شهرين، ونصف الشهر من الاحتجاجات السلمية، قبل أن يدخل للمواجهات، يوما واحدا بعد بلاغ لوزارة الداخلية، كان قد منع التظاهر في المدينة المنجمية.