احتفت وسائل الاعلام الإيطالية، في أعدادها لنهار اليوم الثلاثاء وأمس الاثنين، بالطالب المغربي رشيد خديري عبد المولى، الذي ناقش اليوم أطروحة لنيل دبلوم الماجستير في الهندسة المدنية بكلية البولتكنيك بتورينو، والمعروف أيضاً بأشهر بائع متجول مغربي بإيطاليا. وتناول الطالب المغربي، الذي عُرف ببيع القداحات والأساور والمناديل الورقية (كلينيكس) وأغراض بسيطة بوسط تورينو، في بحثه موضوع ""آثار المواد النانوية الكربونية المضافة إلى مركبات الأسمنت".
وخصصت جريدة لاريبوبليكا، أكبر وأعرق الجرائد الإيطالية، أحد أعمدتها لسرد قصة هذا الشاب الطموح، وحضر أحد صحفييها في حفل تخرجه صباح اليوم، كما تناولت قصته جرائد أخرى مثل لابريس ولاستامبا وعشرات المواقع الالكترونية. ويعتبر "المهندس البائع المتجول"، بمثابة رمز للعصامية والتضحية، وذلك بسبب توفيقه بين العمل كبائع متجول لضمان مورد عيش، ولمساعدة أسرته، والدراسة. وينحدر رشيد من مدينة خريبكَة، التحق بشقيقيه اللذان يُقيمان في إيطاليا سنة 1998 وهو في سن 11 سنة، وعند وصوله كان يفكر في العمل حتى يُساعد أسرته، لكن أخواه شجعاه على مواصلة دراسته إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا. ومنذ صغر سنه كان يأمل تحقيق استقلال مادي وشرع في الاتجار بأغراض بسيطة ليضمن تمويل دراسته. واعترضت الشاب المغربي صعوبات كبيرة في مساره، وأقر في حوار مع جريدة لاريبوبليكا، بتعرضه أحيانا للاعتداء، وهو يمارس تجارته بمنطقة بورطا نووفا، وسرد كمثال قصته مع مجموعة من المراهقين، قذفوه بشتائم "عنصرية" وضربوه وسرقوا بضاعته قبل أن يتدخل المارة لإنقاذه. وكان الطالب المغربي حديث الصحافة الإيطالية قبل خمس سنوات، بعد حصوله على الإجازة في نفس الشعبة، ونقلت صحف كبرى قصته. وحضي خديري (31 سنة) باستقبال شخصي من طرف عمدة مدينة تورينو عند حصوله على الجنسية الإيطالية.