كشف حبيب كروم، رئيس الجمعية الوطنية للتوعية، ومحاربة داء السل، أرقاما جديدة لحالات مرضى الوباء الفتاك. وأوضحت الجمعية بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السل، الذي يصادف 24 مارس من كل سنة، أن المغرب لم يتمكن من تحقيق الأهداف المنشودة، إذ تم تسجيل 83 إصابة لكل 100 ألف نسمة عام2016، و31 ألف حالة جديدة في حين سجل المغرب خلال السنة الماضية91 إصابة لكل 100 ألف نسمة، و37 ألف جديدة، ما دفعها إلى دق ناقوس الخطر، والمطالبة باجراءات جدية لتحقيق هدف المنظمة العالمية للصحة، التي أكدت أن الوباء الفتاك يخطف يوميا أرواح 5000 شخص، ويصيب 10،4 مليون نسمة؛ توفي منها 1،8 مليون نسمة. وأوضحت الجمعية أن داء السل، المقاوم للأدوية المتعددة، يشكل تهديدا كبيرا يتربص بالأمن الصحي، وقد يعرض المكاسب المحققة في مجال مكافحة الداء للتراجع، وأن داء السل لا يزال يتصدر قائمة الأوبئة الفتاكة، والمعدية في جميع أنحاء العالم، وهو من الأمراض الراسخة، التي تنتشر بشكل كبير في المجالات الهشة، والهامشية، والفقيرة. ويرجع تاريخ أول خطة وطنية لمكافحة الداء إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي، فيما سجلت أول حالة في المغرب في طنجة حوالي 1903، وكان آخر برنامج وطني لمكافحة الداء ما بين 2011 و2015. وسجلت الجمعية تماطل الحكومة في تنفيذ التزاماتها لمحاربة داء السل، من خلال ما أسمته "بطء وتيرة تقليص نسبة الإصابة، التي أوصت بها المنظمة العالمية على أن لا يتجاوز عدد المصابين الجدد أقل من 10 حالات بالنسبة إلى كل 100 ألف نسمة بحلول عام 2050، وهو ما يعني أنه على الحكومة الاشتغال لتحقيق وتيرة تقليص تصل إلى 6 في المائة، وليس 3 في المائة، التي أقرت بها وزارة الصحة". من جهته، قال رئيس العصبة المغربية لمحاربة داء السل، جمال الدين البوزيدي، إن كل مريض قد ينقل العدوى إلى 15 شخصا، فيما يبقى التحدي الثاني، الذي توقف عنده رئيس العصبة، هو طول الفترة المخصصة للعلاج، أقصرها تمتد إلى 6 أشهر، ما يجعل عددا من المرضى ينقطعون عن أخذ الأدوية، بنسبة تتراوح ما بين 7و20 في المائة، يتحولون هم أيضا إلى قنابل موقوتة لتوسيع قاعدة المصابين بداء السل القاتل.