عبرت الجمعية الوطنية للتوعية ومحاربة داء السل بمناسبة اليوم العالمي للسل، عن قلقها من ارتفاع حالات الإصابة بداء السل خلال السنوات الأخيرة، حيث،إذ تم تسجيل 88 إصابة لكل 100 ألف نسمة بحسب الإحصائيات الرسمية لسنة 2016 و31 ألف إصابة جديدة، في وقت سجل المغرب السنة الفارطة 91 ألف إصابة لكل 100ألف نسمة و37 ألف حالة جديدة. واستنكرت الجمعية تماطل الحكومة في تنفيذ التزاماتها من خلال « بطء وثيرة تقليص نسبة الإصابة التي أوصت بها المنظمة العالمية » بأن لا يتجاوز عدد المصابين الجدد أقل من 10 حالات بالنسبة لكل 100 ألف نسمة بحلول سنة 2050. داعيا إلى الاشتغال بوثيرة أسرع لتحقيق وثيرة تقليص تصل إلى 6 بالمائة وليس 3 بالمائة التي أقرت بها وزارة الصحة. وانتقدت الجمعية استمرار « إصدار خطط واستراتيجيات وطنية تظل حبرا على ورق ولا تفي باللازم في موضوع واحد من الأوبئة الأكثر فتكا بحياة المواطنين ». مؤكدة أن أسباب فشل منظومة مكافحة انتشار هذا الوباء، ترجع بالأساس إلى غياب حكامة جيدة على مستوى المؤسسات الصحية، وضعف جودة الخدمات المقدمة، وغياب المراقبة وعدم تتبع المرضى المصابين بداء السل، وتسجيل نقص حاد على مستوى مواد التشخيص . من جانب آخر، نبهت الجمعية إلى الاختلالات والنقائص التي يعاني منها القطاع الصحي والتي من أهمها قلة المختبرات المختصة والموارد البشرية المتخصصة .إضافة إلى تسجيل تأخرات على مستوى التشخيص بالنسبة لمرضى السل المقاوم وعدم اكتراث المسؤولين بالوباء، وانعدام نظام تحفيزي للعاملين وضعف مساهمة القطاع الخاص . وكان وزير الصحة أناس الدكالي، خلال الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة داء السل بفاس قد اعترف أن المغرب يواجهه تحدي كبير بخصوص القضاء على داء السل ، الذي ينتشر بنسب مخيفة، وأن الاستراتيجية الوطنية للقضاء على السل في أفق 2030 ، قد فشلت في الحد من هذا الوباء، وأن الوزارة ستطلق استراتيجية جديد بدعم من منظمة الصحة العالمية بوسائل وتقنيات جديدة للقضاء على داء السل . وأكد الوزير، أن الداء يفتك بضحاياه من الفئات التي تعاني الفقر والهشاشة، وأن معالجة المحددات السوسيو اقتصادية هي السبيل الوحيد لمحاربة هذا الداء خاصة وأن ثلثي المصابين يتمركزون في هوامش المدن الكبرى كالدار البيضاء وفاس وطنجة وسلا .