احترق شخص يعمل حارسا ليليا على السيارات في منطقة العوامة، بمدينة طنجة، داخل براكة قصديرية اشتعلت فيها النيران في ظروف غامضة، فجر يوم الأربعاء الماضي، قبل أن يعثر سكان الحي على جثة متفحمة بمكان الحادث، ليتم إخطار السلطات المحلية ورجال الشرطة، حيث تم نقل جث الهالك إلى مصحة التشريح الطبي في مستشفى "دوق دي طوفار". مصدر أمني مطلع، استبعد في تصريح ل "اليوم24″، فرضية العمل الإجرامي في وقوع الحادث، مشيرا إلى أن التحريات الأولية المنجزة من طرف الشرطة العلمية والقضائية بمكان الحريق، أظهرت أن سبب نشوب النيران في البراكة القصديرية، يعود إلى اشتعال "مجمر" كان يستعمله الحارس الليلي، في تدخين "الشيشة"، إضافة إلى وجود قنينة "بوطا غاز". لكن شريطا مصورا التقطته كاميرا مثبتة بأحد المنازل القريبة من مسرح الحادث، وتم نشره أول أمس في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، فتح الباب أمام فرضيات جديدة أكد المسؤول الأمني أن الشرطة العلمية والتقنية، تعمل على فك "طلاسيم" مضمون الفيديو، والذي يظهر فيه شخصان يلوذان بالفرار من عين المكان لحظة اندلاع الحريق، ولم يعودا لإنقاذ شخص في حالة خطر، أو تقديم يد المساعدة للجيران الذين تمكنوا من إطفاء النيران بمجهوداتهم الذاتية. وفي انتظار نتائج التشريح الطبي الذي يرتقب أن يكون أعلن عنها، صباح أمس الجمعة، للتأكد من أسباب الوفاة، فإن تصريحات عائلة الضحية عززت شكوكا حول فرضية وقوع "عملية قتل متعمدة"، فبخلاف المعطيات التي وفرتها الشرطة، من كون الهالك ليس له عداوة مع أبناء الحي، فإن أمه وزوجته تتهمان أشخاصا مجهولين كانت لهم مشاكل مع الهالك. وقالت أم الضحية وهو شاب متزوج عمره 25 سنة، في تصريح صحافي مصور مع مواقع إلكترونية محلية، إن ابنها أحرق حيا باستعمال "الكازوال"، بحيث أن النيران سرعان ما اشتعلت في محتويات "الكوخ القصديري"، والتهمت كل شيء في ظرف وجيز بينما كان الحيران يحاولون إخماد ألسنة اللهب المتصاعد من عين المكان. هذا، وما تزال عناصر الشرطة القضائية بتعليمات من النيابة العامة، تستجمع المعطيات والأدلة التي ستفيد في الوصول إلى فك لغز الحادث المحير، والذي وقع حوالي الساعة الخامسة والنصف فجرا، علما أن "الكوخ القصدري" المنكوب، مثبت إلى جانب جدران منازل الحي، إذ بمجرد ما اشتعل الحريق حتى تداعى الجيران لإطفاء النيران، وسط الخوف والهلع. يشار إلى أن الحادث الأليم، يأتي بعد ثلاثة أيام فقط على وفاة حارس ليلي آخر، في منطقة «عين مشلاوة»، ضواحي طنجة، يوم الأحد الماضي، كان يعمل حارسا على معمل للصناعة، حيث وجده بعض المارة جثة هامدة في ظروف غامضة، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة وضعية وظروف السلامة والآمان لدى هاته الفئة من المستخدمين.