ارتفعت طلبات المغاربة خلال السنتين المنصرمتين من صندوق ضمان السكن، الذي تضمن الدولة بموجبه القروض العقارية الخاصة بالسكن الاجتماعي والمتوسط، بعد هدوء نسبي خلال سنة 2015. وارتفع جاري القروض البنكية ("فوكاريم"، المخصص للسكن الاجتماعي و"فوكالوج" لسكن الطبقة المتوسطة) بنسبة 10٪ في 2016، ومن المتوقع أن تنمو بنحو 8 ٪ في 2017 ، وفقا للأرقام المؤقتة التي أوردها صندوق الضمان المركزي. وبالتالي، فإن وتيرة القروض المضمونة من طرف الصندوق كانت أعلى من القروض العقارية الأخرى التي يوزعها النظام البنكي بأكمله، والتي تطورت بنسبة 1ر5 ٪ فقط، في 2016 و6ر3 ٪ في 2017. ويؤكد مسؤولو الصندوق على أن الإنتاج السنوي يتقلب دوريا، ففي 2016، بلغت القروض البنكية المضمونة 48ر3 مليار درهم، ومن المتوقع أن تصل إلى 40ر3 مليار درهم في 2017، بانخفاض قدره 2.3 في المائة. لذلك نحن بعيدون عن الطفرة التاريخية المسجلة في 2014، حيث ارتفع حجم التداول بنسبة 23 ٪، وأضاف المصدر نفسه أنه "على الرغم من الانخفاض، لايزال مستوى الإنتاج الحالي مرضيا، لا سيما بالمقارنة مع المعدل السنوي منذ انطلاق الصندوق والبالغ 5ر2 مليار درهم سنويا". وإذا كان توزيع القروض البنكية قد تراجع، فإن ذلك يرجع إلى استقرار الطلب بالنظر إلى أن نسبة الأسر المتملكة للسكن في المناطق الحضرية بلغت ذروتها وتستقر النسبة في 67 ٪، وهو المستوى نفسه في الاقتصاديات المتقدمة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي (69.4 ٪) التي تسجل فيها ظاهرة التشبع نفسها"، يشرح مسؤولو الصندوق. هذا، واستفادت 153 ألف أسرة من ضمانات صندوق «فوكاريم» لتمويل اقتناء شقق السكن الاجتماعي، إذ حصلت، إلى غاية شتنبر الماضي، على قروض بنكية مضمونة من قبل الصندوق بقيمة إجمالية ناهزت 23 مليارا و800 مليون درهم، ما يمثل 10 % من إجمالي القروض العقارية التي استفادت منها الأسر. ومكنت آليات الضمانة لهذه الفئة التي لا تتوفر على دخل قار من امتلاك السكن، إذ إن 39 % من شقق السكن الاجتماعي مولت عن طريق ضمانة «فوكاريم»، ليصل عدد الضمانات الممنوحة من قبل «فوكاريم» منذ 2010 إلى 130 ألفا و500 ضمانة لاقتناء شقق من صنف السكن الاجتماعي، من أصل 336 ألف شقة تم تسويقها، خلال الفترة ذاتها. وعرفت القروض معلقة الأداء ارتفاعا، إذ انتقلت من 4.8 %، خلال 2012، إلى 6.5 % من الحجم الإجمالي المضمونة من قبل الصندوق، خلال النصف الأول من السنة الماضية، في حين لا تتجاوز النسبة في ما يتعلق بصندوق «فوكالوج» الموجه للطبقات المتوسطة 1.9 %، وذلك منذ خمس سنوات. وأرجع صندوق الضمان المركزي ارتفاع نسبة القروض معلقة الأداء لدى «فوكاريم» إلى سلوك بعض المستفيدين، خاصة أولئك الذين استفادوا، في إطار برامج إعادة الإسكان، من شقق أو تجزئات لبناء مساكنهم، إذ يعتبر بعضهم أن القروض المقدمة من قبل الصندوق بمثابة مساعدات من الدولة ويمتنعون عن أداء الأقساط الشهرية، كما يمتنع البعض الآخر عن أداء الأقساط بدعوى أن الشقق تتضمن عيوبا.