على الرغم من تحفظ المغرب المتكرر على إدخال أطراف دولية أخرى في قضية الصحراء، يعمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء "هورست كوهلر" على تدويل المباحثات، إذ نقل النقاش إلى السويد، التي عرفت بتبنيها مواقف مناوئة للمغرب. وعقد "هورست كوهلر" لقاءً مع وزيرة الخارجية السويدية "مارغو والستروم"، خلال نهاية الأسبوع الماضي، لبحث قضية الصحراء، وهو اللقاء، الذي لم يصدر بعده أي بلاغ رسمي، حول مضامينه، ونتائجه، لا من الجانب السويدي، أو الأممي. وفي السياق ذاته، نشرت وزيرة الخارجية السويدية "والستروم" تدوينة لها في حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حول لقائها مع "كوهلر"، قالت فيها إن "اجتماعا مهما مع "هورست كوهلر"، المبعوث الخاص ببعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، جرى فيه التركيز على كيفية الدفع إلى الأمام بعملية الأممالمتحدة، نحو حل سياسي عادل، ومقبول من الطرفين، ضمانا لحقوق أهل الصحراء"، مشيرة إلى الدعم السويدي لجهود "كولر"، والأممالمتحدة. ولوحت السويد، منذ سنتين، باحتمال الاعتراف بالبوليساريو، لكنها تراجعت بعد تقرير، أنجزه أحد خبرائها في شؤون المغرب العربي، الذي قال بعدم توفر الشروط للاعتراف، ولكنه أيد تقرير المصير. وفي الوقت ذاته، تزعمت السويد حملة عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب، وفرضت برفقة بريطانيا، والدنمارك شروطا في اتفاقية 2013، ومنها تخصيص مبالغ مالية لتنمية منطقة الصحراء، وضرورة مراجعة محاسبين أوربيين طريقة صرف هذه الأموال، وكادت العلاقات المغربية – السويدية أن تصل إلى القطيعة، خلال السنوات الماضية. وتأتي زيارة "كوهلر" إلى السويد في إطار تدويل أكبر لملف المشاورات حول البحث عن نزاع الصحراء، وأقدم على مبادرات لم يقم بها من سبقوه، ومنها زيارة عضو غير دائم في مجلس الأمن لبحث النزاع مثل زيارته هذه إلى السويد، بينما كان المبعوثون السابقون يزورون الدول الدائمة العضوية، وأخرى لها علاقة مباشرة بالنزاع، وهي موريتانيا، والجزائر، وإسبانيا. وعبر المغرب، منذ بداية المحادثات مع المبعوث الأممي الجديد، عن تحفظه على عدد من المبادرات، التي يقودها، وطلب منه إبقاء النقاش في إطار الأممالمتحدة من دون نقله إلى منتديات أخرى مثل الاتحاد الأوربي، والاتحاد الإفريقي، أو إشراك أطراف لم يسبق لها أن كانت محل مشاورة، وهي التحفظات، التي عبر عنها الوفد المغربي، قبل أيام قليلة، في آخر لقاء جمعه ب"كوهلر" في لشبونة البرتغالية.