مثل أمام المحكمة أول أمس الاثنين "البيدوفيل الفرنسي" المتابع في حالة اعتقال بتهمة الاستغلال الجنسي لطفلات بمدينة فاس دون سن ال13. المتهم البالغ من العمر 58 سنة مثل لثاني جلسة في محاكمته بغرفة الجنايات الابتدائية، حيث قررت المحكمة تأجيلها إلى جلسة ال19 من مارس الجاري، أي بعد أسبوعين من الآن، مبررة قرارها بتمكين الفرنسي من حضور محاميه بهيئة فاس، والذي عينته المحكمة للدفاع عنه في إطار المساعدة القضائية، بعد أن تعذر على المتهم تعيين محام من ماله الخاص بسبب وجوده رهن الاعتقال، يقول مصدر قريب من الموضوع ل"اليوم24″. إلى ذلك، وبعد الرسالة التي سبق للفرنسي المعتقل أن سلمها لقاضي التحقيق خلال آخر جلسة لاستنطاقه منتصف فبراير الماضي، يعتذر فيها لضحاياه وعائلاتهم كاشفا بأنه يعاني من انفصام في الشخصية، فاجأ المتهم المحكمة بشكواه من الضائقة المالية داخل سجن "بوركايز" الذي يقبع فيه منذ اعتقاله بداية يناير الماضي، مما دفعه كما قال أمام المحكمة، إلى تقديم ملتمس للمحكمة يطلب فيه تسليم بطائقه البنكية الموجودة لدى إدارة السجن للقنصلية الفرنسية بفاس، لسحب أموال لفائدته ووضعها بمقصف السجن حتى يتمكن من اقتناء ما يحتاجه من مقتنيات، خصوصا أنه ومنذ اعتقاله لم يحضر أي أحد من عائلته من فرنسا أو بلده الأصلي البرتغال لزيارته والتكفل بما يحتاجه داخل السجن، غير أن المحكمة فاجأت الفرنسي بعد المداولة في طلبه في آخر جلسة محاكمته ليوم أول أمس الاثنين برفض ملتمسه. من جهة أخرى، حسمت المحكمة في لائحة الجمعيات الحقوقية التي دخلت طرفا مدنيا لمؤازرة الطفلات ضحايا "البيدوفيل" الفرنسي، بعد التأكد من توفرها على شرط الترافع من أجل المصلحة العامة، وهي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمرصد الوطني لحقوق الطفل، فيما تم رفض باقي الطلبات، حيث تقدم دفاع الجمعيتين بملتمس الحكم لهما بدرهم رمزي كتعويض في مواجهة الفرنسي. وشدد دفاع الطفلات على أنهن يتطلعن إلى تحقيق الردع الخاص والعام في حق المتهم باستغلال الصغيرات جنسيا، وجبر ضررهن وضرر عائلاتهن، حتى يكون "البيدوفيل" عبرة لكل من سولت له نفسه العبث بأجساد الصغيرات واستغلالهن. يذكر أن الفرنسي المعتقل يواجه تهما جنائية ثقيلة وجهها له قاضي التحقيق خلال إحالته على المحاكمة أمام غرفة الجنايات الابتدائية بفاس، تخص "التغرير بقاصر وهتك عرضهن بالعنف"، و"التحريض والتشجيع على استغلال الأطفال تقل سنهم عن 18 سنة في مواد إباحية، وإظهار أنشطة جنسية أثناء الممارسة الفعلية مع الطفلات والمحاكاة"، و"حيازة المخدرات"، حيث كشفت الطفلات ضحايا الفرنسي للمحققين بأنه كان يجبرهن على تناول مخدر "الحشيش" وتخديرهن، قبل مشاهدة أفلام بورنوغرافية على حاسوبه المحمول، وتدريبهن على تقليد الإيحاءات الجنسية باستعمال عضو ذكري اصطناعي بأحجام مختلفة جلب كمية منها من فرنسا، وهو ما لم ينكره حتى الآن المتهم الستيني الذي اعترف بالمنسوب إليه في مقابل طلبه الاعتذار من الطفلات وعائلاتهن.