بعدما أنهى رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، قبل نحو أسبوع، جولاته الجهوية، التي توعد خلالها بسحق خصومه في أي انتخابات مقبلة، حتى ظنّ البعض أنها على الأبواب، تتجه قيادة حزب العدالة والتنمية إلى القيام بحملة تواصلية مماثلة يقودها الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني. في هذا السياق، أكد مصدر قيادي في الحزب ل«اليوم24» أن سعد الدين العثماني طلب أخيرا من مسؤولي الكتابات الجهوية لحزبه، التي تستعد لتنظيم مؤتمرات جهوية خلال النصف الثاني من شهر مارس الجاري، برمجة جلسات افتتاحية مفتوحة أمام عموم المواطنين، على أن تنظم في فضاءات عامة كذلك. وحسب المصدر نفسه، فإن العثماني طلب، على سبيل المثال، أن تكون الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جهة سوس-ماسة، المرتقبة يوم 17 مارس المقبل، في ساحة «الدشيرة» بإقليم إنزكان آيت ملول، وهي الساحة التي باتت تحظى برمزية كبيرة داخل حزب العدالة والتنمية، لأنها احتضنت خلال السنوات الأخيرة مهرجانات انتخابية حاشدة أطّرها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سابقا. يأتي ذلك بعدما كانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قررت، في اجتماع سابق لها، تنظيم حملة تواصلية داخل الحزب، وهي الحملة التي تقررت بجانب إجراء آخر يتمثل في تنظيم حوار داخلي، لكن يبدو أن السياق الآن بات مختلفا بعدما تراجعت حدة الخلافات داخل الحزب مع بروز حزب الأحرار برئاسة عزيز أخنوش، باعتباره منافسا بل وخصما جديدا للحزب. وكانت الأمانة العامة لحزب المصباح قد قررت تأجيل مواعيد المؤتمرات الجهوية للحزب، التي كانت مقررة ابتداء من 24 فبراير المنصرم، بنحو ثلاثة أسابيع، وهو التأجيل الذي أعلن أنه كان لأسباب تنظيمية داخلية خاصة بالحزب، لكن يبدو أن الاعتبارات السياسية كانت حاضرة كذلك، وتتعلق أساسا بانتظار إنهاء أخنوش مؤتمراته الجهوية التي هاجم فيها أكثر من مرة حزب العدالة والتنمية.