أوضحت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن الأمين العام ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أكد أن الأغلبية الحكومية "تواصل القيام بمهامها بطريقة عادية"، مشددا على أن حزب "المصباح" من موقع تحمل المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه، حريص على تماسك الأغلبية ملتزم بالوفاء لتحالفاته والتزاماته ضمنها، فيما تجنبت قيادة البيجيدي الحديث عن مقاطعة وزراء حزب الأحرار لأنشطة الحكومة. يأتي ذلك بعد الضجة التي أثارها غياب وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار عن بعض الأنشطة الحكومية بعد تصريحات عبد الإله ابن كيران التي هاجم خلالها زعيم حزب "الحمامة" عزيز أخنوش، حيث وصف متتبعون ما حدث بأنه "أزمة" داخل الأغلبية الحكومية، فيما دخل حزب التقدم والاشتراكية على الخط واعتبر أن "التفاعلات السلبية الناجمة عن العلاقات بين أطراف من الأغلبية في الفترة الأخيرة، أدت إلى ردود أفعال غير مواتية ولا مسبوقة وصلت إلى حد عدم الاضطلاع بمهام دستورية". الأمانة العامة للبيجيدي أشارت في بلاغ لها اليوم الأربعاء، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إلى أن العثماني أحاط أعضاء الأمانة العامة بأهم المستجدات الوطنية السياسية والحكومية، خلال اجتماعها أمس الثلاثاء، والتي كان من بينها الزيارة للجهة الشرقية في إطار البرنامج التواصلي مع جهات المملكة، "وهي الزيارات التي تكون فرصة للإنصات والتواصل مع المنتخبين وممثلي المجتمع المدني والاستماع لمطالب السكان وانتظاراتهم وعرض المشاريع والبرامج والتدابير الحكومية المبرمجة داخل الجهة". ونوهت الأمانة العامة بأداء وزراء وبرلماني الحزب، خصوصا على صعيد تسريع وتيرة العمل الحكومي وتعزيز الإنتاج التشريعي، منوهة ب"حرص الفريقين البرلمانيين على القيام بمسؤوليتهما التشريعية والرقابية في إطار المقتضيات القانونية التي ينص عليها النظامان الداخليان لمجلس النواب ومجلس المستشارين، وفي استحضار كامل لموقعهما في الأغلبية الحكومية والتزامهما بدعم العمل الحكومي وحرصهما على تجويده، والقواعد الناظمة لعملهما في علاقتهما بالأمانة العامة للحزب كما هي منصوص عليها في نظامهما الداخليين". وأضاف البلاغ ذاته، أن أعضاء الأمانة العامة نوهوا "بنجاح المؤتمر الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، وهو المؤتمر الذي أكد التزام شباب الحزب بقيم النضال والوفاء لخط الإصلاح والدفاع عن المصالح الشعبية في إطار من الالتزام بثوابت البلاد وبتقاليد الممارسة الديمقراطية واحترام المقتضيات القانونية التي تؤطر عمل الشبيبة وانتظام استحقاقاتها التنظيمية". وبخصوص القضايا التنظيمية المطروحة على جدول أعمال اجتماع الأمانة العامة، فقد صادقت الأمانة العامة على اللائحة الداخلية المنظمة لعملها، كما خلصت انطلاقا من دراسة وتحليل المعطيات المتوفرة، وبناء على اقتراح من الكتابة الجهوية للحزب بجهة الدارالبيضاءسطات، إلى اتخاذ قرار بحل الحزب بمدينة المحمدية، وتكليف الكتابة الجهوية للحزب بمتابعة تنفيذ هذا القرار، وفق البلاغ ذاته. وكان وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار، قد غابوا جميعا عن اللقاء التواصلي الذي نظمته الحكومة بجهة الشرق بحضور المنتخبين والسلطات والمجتمع المدني وبرئاسة العثماني، السبت المنصرم، وذلك رغم أن الحكومة عممت بلاغا تخبر فيه الرأي العام عن أسماء الوزراء الحاضرين وبينهم وزراء حزب الأحرار. تأتي ذلك بعدما غاب وزراء الأحرار عن المجلس الحكومي يوم الخميس الماضي، باسثناء وزيرة وحيدة، حيث تم تبرير الغياب حينها بأن الوزراء في مهمات بخارج المغرب، قبل أن يتضح بعد ذلك أن عددا منهم نظموا أنشطة رسمية بعد ساعات قليلة من انتهاء المجلس الحكومي، ما دل على أنهم دخلوا المغرب، كما أن زعيم الحزب عزيز أخنوش حضر مساء اليوم ذاته لقاء لزُعماء الأغلبية برئيس الحكومة. هذه التطورات جاءت على خلفية الخرجة الإعلامية للأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، التي هاجم من خلالها رئيس حزب الأحرار عزيز أخنوش والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، وهو ما أغضب حلفاء البيجيدي، الشيء الذي دفع بالعثماني إلى عقد اجتماع معها.