أفرزت نتائج الانتخابات الشريعية الإيطالية، بعد فرز ما يقارب 90 في المائة من الأصوات، تقدم تحالف "وسط اليمين" الذي يتكون من أحزاب "إلى الأمام إيطاليا" برئاسة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، وحزب "لاليغا" المتطرف برئاسة "ماتيو سالفيني"، بالإضافة إلى حزب "إخوة إيطاليا" بقيادة السياسية جورجا ميلوني. وحصل التحالف الذي يقوده برلسكوني، الممنوع من تولي مناصب عامة بحكم قضائي، على ما يقارب 38 في المائة من الأصوات التي تم فرزها حتى هذه الساعات. وداخل تحالف "وسط اليمين" تراجع حزب المليادير ورئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني إلى المرتبة الثانية، وحل محله في الرتبة الأولى حزب "لاليغا" العنصري الذي يعتمد في برامجه على معاداة المهاجرين والإسلام والقريب من مارين لوبان بفرنسا وخيرت فيلدرز بهولندا، وكان زعيمه قد وعد الناخبين بتشديد الإجراءات على المساجد وإغلاق تلك التي لا تحترم المعايير القانونية. وحصل حزب "لاليغا" على نسبة 17 في المائة من الأصوت متقدماً على حزب "فورصا إيطاليا" الذي أحرز 14 في المائة، ليدنو من الإمساك بمقود هذا التحالف ونزعه من سيلفيو برلسكوني، الذي أرجع تراجع حزبه إلى عدم ترشحه بصفة شخصية. وفي تعليقه على هذه النتائج قال ماتيو سالفيني:" يا لها من فرحة، يا له من فخر، بفضلكم إيطاليا سيكون لها مستقبل مرة أخرى". ورغم تقدم التحالف المكون من الأحزاب اليمينية ومن اليمين المتطرف، إلا أن "حركة الخمس نجوم" أصبحت القوة السياسية الأولى في إيطاليا، بعدما حصلت على نسبة 32 في المائة من الأصوات في هذه الانتخابات. وحصدت حركة "5 نجوم" الأصوات بكثافة في جهات جنوبإيطاليا وجزيرتي ساردينيا وصقلية، بينما اكتسح تحالف اليمين واليمين المتطرف شمال البلاد، واحتفظ "الحزب الديمقراطي" والأحزاب اليسارية بأصوات ساكنة وسط البلاد. وتراجع الحزب الديمقراطي الحاكم إلى الوراء، وتعرض لهزيمة قوية، ولم يحصل سوى على نسبة 19 في المائة، بفارق نقطتين فقط عن "لاليغا"، أكبر خصومه، واعترف أمينه العام "ماتيو رينسي" بهذه الهزيمة متهماً بعض "زعماء" حزبه بالتسبب في تشرذم الحزب، ومعلناً استعداده الاستقالة. وتميزت هذه الانتخابات بنسبة مشاركة كبيرة وصلت حدود 73 في المائة من أصل 47 مليون ناخب، لكنها لم تفرز أي أغلبية مطلقة ما يفتح المجال أمام البحث عن تشكيل تحالفات، و يهدد إيطاليا بدخول نفق جديد من عدم الاستقرار السياسي.