"خلقني الله هكذا، بدون يدين ولا رجلين كما تشاهدون"، كهذا استهل لحسن أخدوش (49 سنة)، الرجل الذي يعيش حياة ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الصرخة الأولى، بدوار أقديم، التابع لجماعة أمسمرير إقليم تنغير، لقائه مع "اليوم24". قضى أخدوش، كل عمره بين جدران بيت عائلته، دون أن يحصل على وسيلة تعيله على الحركة والتنقل بين الناس في الدوار "أعيش مع أخي الأصغر مني في هذا البيت، رغم أنه بيت قديم لكن على الأقل لا أضطر إلى استئجار بيت ودفع إيجاره"، يضيف أخدوش. يسترسل في حديثه، بنبرة كلّها حسرة وألم، ويقول: "لم أستفد من أي مساعدة، بإستثناء المساعدات التي توزع في شهر رمضان.. زارني العديد من الناس هنا، لكن لم أستفد من أية مساعدات موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة". بعد وفاة والده، لم يجد أخدوش غير شقيقه سندا ومعيلا، يقدم له الطعام ويحمله من ركن إلى ركن ليقضي حوائجه "أستطيع أن أقضي بعض الأمور البسيطة، لكن إذا كان الأمر يتعلق بتسلق الدرج، أو أشياء أخرى من هذا القبيل، فلا يمكنني ذلك" يقول بحسرة. واستطرد في حديثه "الأصحاء من الناس لا يستطيعون في بعض الأحيان قضاء بعض الأغراض، فبالأحرى أنا"، لذلك يكون دائما في حاجة لشقيقه وزوجته وأخته، لنقله، وحتى عندما يكون محتاجا إلى الذهاب إلى المرحاض، يجب أن يستعين بعائلته. أمنية لحسن، أن يجد من يلتفت إلى حالته الإنسانية، ويخفف عنه الآلام التي تعتصر قلبه، "أتمنى أن أحصل على مساعدة سواء كانت مأذونية، أو أي مشروع أساعد به أخي وأبنائه، وأعينه على مشاق الحياة اليومية، ولا أريد أن أحس بأي نقص". ورغم وضعه هذا، لم يفقد لحسن الأمل في غد أفضل، ولم ينه حديثه حتى شكر كل الذين ساعدوه أو يسعون إلى مساعدته ويطلب من الدولة أن تمنحه حقه من العيش الكريم، حتى يحس بأنه إنسان كباقي الناس. غير بعيد عن بيت لحسن، يقطن حسن أدار، وهو ناشط جمعوي، يرى هو الاخر أن تخفيف الألم عن جاره أخدوش، يمر عبر المساعدات التي يمكن أن تقدمها الجمعيات التي تنشط في مع فئة ذوي الإحتياجات الخاصة "نريد من جمعيات ذوي الإحتياجات خاصة التي تدعم الناس، أن تدعم هذا الشخص، والذي لم يستطع لحد الآن يحصل حتى على كرسي متحرك". ويضيف أدار، في تصريح ل"اليوم24″ أن حالة جاره تحتاج أيضا إلى إلتفاتة من الدولة، حتى يتمكن من مساعدة عائلته.