بعث رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس، بمناسبة حلول الذكرى ال29 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، موجها إليه دعوة من أجل تقييم مسيرة الاتحاد، والدفع بتطوير منظومته. و جاء في البرقية التي وجهها بوتفليقة للملك، اليوم الجمعة "جلالة الملك و أخي المبجل، يسعدني، عشية الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي أن أزف إليكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، خالص التهاني مقرونة بأطيب التمنيات، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يكرمكم وكافة الأسرة الملكية الشريفة بدوام الصحة والهناء، ويحقق للشعب المغربي الشقيق اطراد التقدم والازدهار في كنف قيادتكم الرشيدة". وتابع بوتفليقة قائلا أن هذه الذكرى التاريخية "سانحة نستذكر فيها ما يربط الشعوب المغاربية من أواصر الأخوة والتضامن وحسن الجوار، وما تتقاسمه من الثوابت الحضارية السامية والمصير المشترك، وهي محطة تفرض علينا تقييم مسيرة الاتحاد المغاربي وتطوير منظومة العمل القائمة وتكييفها وفقا لمقتضيات الظروف الراهنة، بما يسهم في تعزيز صرح الاتحاد و دعمه". كما أكد بوتفليقة "تمسك الجزائر الثابت باتحاد المعرب العربي باعتباره خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا، وحرصها على النهوض بمؤسساته وتنشيط هياكله، بما يمكن دوننا من الذود عن مصالحها المشتركة ومغالبة التحديات المتنامية والاستجابة لطموحات وتطلعات كل الشعوب المغاربية إلى المزيد من الوحدة والتكامل والاندماج". وكان الملك محمد السادس، قد وجه انتقادات شديد للاتحاد المغاربي، في رسالته التي وجهها لقمة الاتحاد الأوروبي الاتحاد الإفريقي الأخيرة في الكوت ديفوار، حيث قال "لقد كان بمقدور تجمعاتنا الإقليمية التصدى لهذا الوضع، بطريقة أكثر نجاعة وفعالية. وهنا يمكن أن نفكر في الاتحاد المغاربي لو كان موجودا حقا، لكنا أكثر قوة في مواجهة هذا التحدي". وأضاف الملك في الرسالة ذاتها "لكن مع كامل الأسف، فالاتحاد المغاربي لا وجود له، وبسبب النزاعات الإقليمية، فإن أفواجا عديدة من المهاجرين، غالبا ما تقع فريسة لشبكات الاتجار بمختلف أصنافها، التي تمتد من ترويج المخدرات إلى التنظيمات الإرهابية"، مؤكدا أن المغرب "ظل ولا يزال يدفع ثمن هذا الوضع منذ زمن بعيد".