خلف حريق نشب بعمارة من 13 طابقاً بمركز مدينة ميلانو، مساء أمس الأربعاء، إصابة ستة أشخاص بينهم طفل مغربي، توفي صباح اليوم الخميس، بالمستشفى. واشتعلت النيران في الطابق العاشر من العمارة، التي تقع بمنطقة "كاورتو دجارو"، والتي تحتضن أزيد من ستين عائلة، بينهم مغاربة وإيطاليون وفليبينيون، وجنسيات أخرى. وشوهدت أعمدة الدخان الكثيفة من مناطق بعيدة من ميلانو، واستنفر الحادث السلطات بالمدينة اللومباردية، إذ حضرت مختلف التشكيلات الأمنية، إضافة إلى عشرات سيارات الإسعاف، كما أغلقت كافة المنافذ المؤدية لها. وتمكنت فرق الإنقاد من إفراغ العمارة من كل قاطنيها بواسطة رافعة وسلاليم أوتوماتيكية، وحاصرت النيران والدخان الكثيف داخل إحدى الشقق، طفلاً مغربياً كان وحيداً، يدعى هيثم، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من الوصول إليه. واتصل الطفل بوالدته التي كانت في عملها، ليخبرها بأن الدخان الكثيف اقتحم المنزل، قبل أن ينقطع الخط، وعثر عليه رجال المطافىء بداخل المرحاض بالطابق 11، حيث ملأ حوض الاستحمام (Baignoire) بالماء وارتمى به ليقاوم الحرارة أكبر قدر ممكن. وتم نقل المغربي، البالغ من العمر 13 سنة إلى المستشفى، في حالة خطيرة، بعدما تعرض للاختناق، ولم يفلح الأطباء في إنقاده حيث توفي صباح اليوم. وتعليقاً على الحادث كتب جوزيبي سالا، عمدة ميلانو، مساء أمس على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك:"نحبس أنفاسنا في انتظار تطورات صحة الفتى المصاب في الحادث، والذي يكافح من أجل البقاء في الحياة، في نفس الوقت نعمل لأجل إيجاد حل لعشرات العائلات التي غادرت مساكنها". وخلفت وفاة الطفل المغربي حزناً كبيراً في إيطاليا، وفتحت السلطات تحقيقاً في الحادث لمعرفة أسباب الحريق، وشرعت في التحقيق مع قاطني الطابق العاشر حيث اندلعت النيران، ورجح مصدر من رجال الإطفاء كون النيران اشتعلت بسبب عطب في مدفأة.