أطلقت "وداد أزداد"، الدكتورة في مستشفى ابن سينا في الرباط، صرخة للتحذير من خطورة الوضع في هذا المستشفى، وأعلنت أن أي أخطاء طبية ناجمة عن رداءة جهاز الفحص بالصدى في مصلحة الأشعة في المستعجلات "فنحن لانتحمل مسؤوليتها كأطباء.. اللهم قد أخليت ذمتي، اللهم فاشهد!". وفيما كشفت الدكتورة "أزداد"، المعروفة بجرأتها في كشف فضائح مستشفى ابن سينا، أن مرضى المستعجلات "في خطر"، في تدوينة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، بسبب قدم أجهزة "السكانير"، وعدم وجود بعضها، قالت: "لدينا مسؤولون لايتحركون إلا بالنكز واللمز.. نعم فبعض الإداريين والمسؤولين لايملكون ذرٌة من المسؤولية. ويجب أن تدفعهم بالقوة وبالفضائح لكي يقوموا بواجبهم..". وزادت "أزداد" في تشخيصها للحالة المزرية، التي يعيشها قسم المستعجلات في المستشفى المذكور: "أعرف تماما أن الأمر قد يطرح لي مشكلا مع الإدارة، ولكنني لن أتوانى عن الدفاع عن صحة مرضاي كما فعلت من قبل عند طلب مسبارين sondes d'écho في مستشفى الأطفال، دفعهما أحد المحسنين من جيبه، عوض أن يتكلف المستشفى بذلك كما يجدر به،.. وكما قمت بذلك في صفحتي Medmar لفضح عطل السكانير في مستشفى الاختصاصات، عام 2016، والذي دام أكثر من 8 أشهر متسببا في ماَس بشرية، فتم الشروع في إصلاحه في الأسبوع الموالي للمنشور، حيث تبين أن قطعة الغيار، التي كانت تحتاج إلى الإصلاح تأخرت طوال تلك المدة بسبب كلمة خاطئة في تقرير، أو بالأحرى تذرعوا بتلك الكلمة لإغناء جيوب الخواص من أصحاب المصحات وla fondation.."، وشددت: "عندما يقع عطل في السكانير في المستشفيات العمومية، ينتعش هؤلاء". وفي حديثها عن المشاكل، التي يتخبط فيها الأطباء، والمرضى، حكت المتحدثة ذاتها عن حدث وقع في المستشفى، وقالت: "ناداني زميلي Haaron الجنيور هذا الصباح طالبا un avis (نُصحي كسنيورة)، لأن مراَى المثانة خلال فحص صدى (إيكو) لدى مريضة لم يكن عاديا، بالرغم من كونها لاتشتكي من أي مشاكل في التبول..، بالنظر إلى المثانة، فكان يخيل أنها تحتوي على قيح، أو دم، أو أورام، أو ما شابه، قمنا ب"تقليب" المريضة للتأكد من أن المحتوى يتحرك (الأورام لاتتحرك خلافا للقيح وغيره)، ولكن مظهره كان يخالف ما اعتدنا عليه. هل سيلزمها تحاليل للبول، وفحص منظاري صعب لداخل المثانة cystoscopie أم لا من طرف طبيب المسالك البولية؟.. ولكن ملاحظة أعادت الأمور إلى نصابها: أغلب "مرارات" المرضى خلال حراسة "الويكاند" كانت تحتوي على تكتلات مشابهة، والتي تم تشخيصها على أنها حصى أو رمل في المرارة، إذن فهناك احتمال أن يكون المشكل متعلقا بعطل في الجهاز الذي يعطي صورا غير دقيقة وفيها شوائب أكثر من المعتاد..، وهو الأمر الذي تأكدنا منه بالملموس فيما بعد.. ". "كم من المرضى إذن حصلوا على تشخيص خاطئ بسبب الجهاز؟"، بهذا التساؤل خلصت الدكتورة إلى أن الجهاز الذي يستعمل لتشخيص الأمراض، "قديم يكاد لايظهر سوى الطبقات العليا من الجسد، أما الأعضاء الداخلية فيصعب تحديد تفاصيلها… جودة الجهاز جد ضعيفة، حتى أنه لايحتوي على "دوبلر"، بمعنى أننا لانتمكن من فحص الشرايين والأوردة، والبحث عن انسداد بها كما ينبغي، مع ماقد ينجم عن ذلك من وفيات بالجلطة الرئوية، أو غرغرينا في الأطراف قد تؤدي إلى البتر في حال التأخر في التشخيص.. حتى أن اختصاصية تقوم بتكوين في مصلحتنا، أخبرتنا أن الجهاز الذي تعمل به في منطقة نائية أحسن بعشرات المرات من جهازنا".