"زيرو زيرو.. هاد شي للي كديرو، وحنا ولاد الشعب على جرادة كنغيرو" و "جا الرباح جا أخنوش.. والحوار كان مامنوش" و"العثماني فين البديل أنا بعدا ماشفتوش.."…بهذه الشعارات صدحت حناجر المحتجين من ساكنة إقليمجرادة، التي خرجت في مسيرة إقليمية جابت كل الأحياء الشعبية، رافعين نعش "شهداء الساندريات" في اتجاه "ساحة الشهداء" قبالة المجلس البلدي وعمالة جرادة. وتأتي هذه المسيرة الاحتجاجية، ردا على زيارة رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، والوفد الوزاري المرافق له، أمس السبت، لمدينة وجدة من أجل عقد لقاء تواصلي مع منتخبي ومسؤولي الجهة الشرقية، وتعبيرا عن رفض الأهالي للقرارات التي اتخذتها الحكومة بخصوص ما بات يعرف ب"الحراك الشعبي" لمدينة جرادة. وفي الصدد، يقول محمد قاسم، أحد أبرز وجوه "الحراك الشعبي" بجرادة، في تصريحه ل"اليوم24″ إن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة، والوفد الوزاري المرافق له، تم رفضها بشكل تام من خلال المسيرة الإقليمية التي نظمت اليوم بجرادة، خصوصا وأن الحكومة لم تستطع الإجابة عن المطالب الرئيسية التي خرجت من أجلها الساكنة، والتي تتمثل في الإعفاء من أداء فواتير الماء والكهرباء وخلق بديل اقتصادي للفئات التي كانت سببا في انتفاضة الساكنة، خصوصا بعد وفاة ثلاث شبان في "آبار الموت" من عمال الساندريات بالمنطقة، بالإضافة إلى المطالبة بمحاسبة المتورطين في استغلال مناجم الفحم بمدينة جرادة. وتساءل ذات المتحدث في معرض حديثه ل "اليوم24″، عن فائدة القرارات الأخيرة التي كشف عليها العثماني خلال لقاءه التواصلي المنعقد يوم أمس السبت، بوجدة، مع المنتخبين والمسؤولين، والقاضية بسحب رخص استغلال مناجم الفحم بالمدينة لبعض المستفدين منها منذ أزيد من عشرين سنة، ومصير عمال "الساندريات" بعد هذا القرار المتخذ من طرف الحكومة". وانتقد آيت عبو عزيز أحد أبرز الوجوه "الحراك الشعبي" بجرادة والمعروف لدى الساكنة ب "الرش"، من خلال تصريحه ل "اليوم24" زيارة العثماني لمدينة وجدة، خصوصا وأن الحراك طالب من قبل بزيارة لرئيس الحكومة للمدينة من أجل الإنصات للساكنة والتعرف على مشاكلها وملف مطالبها عن كثب، قبل أن يضيف "على غرار المطالب الثلاث هناك مطالب أخرى مسطرة وعلى رأسها مطلب التشغيل الذي أصبح مطلبا ملحا لدى شباب جرادة"، متسائلا " كيف يعقل لرئيس الحكومة أن يأتي إلى إقليموجدة ولا يزور مدينة جرادة التي تعرف وضعا استثنائيا". واعتبر"عزيز الرش" قرار الحكومة الذي أعلنت عليه يوم أمس بوجدة بخصوص سحب رخص إستغلال مناجم الفحم، "خطوة أولى ضمن الخطوات الأخرى التي يجب على حكومة العثماني، مطالبا بمحاسبة "أباطرة الفحم". وعلى غرار باقي الأيام عرفت مدينة جرادة، حضورا كبيرا للقوات الأمنية التي حاولت منع المحتجين من الوصول إلى "ساحة الشهداء" مكان تجمهر الغاضبين منذ أزيد من 50 يوما إلا أن الكم الهائل حال دون ذلك، ودون وقوع أي تصادم بين الأمن والمحتجين.