رغم جهود وزارة التجهيز والنقل في فك العزلة عن المناطق التي حاصرتها الثلوج خلال الأيام القليلة، إلا أن حصيلة الطرق المقفلة لم تتراجع، وسط تزايد معاناة المحاصرين، وخروج سكان الجبال في مسيرات تطالب الحكومة بتدخل عاجل. وأوضح تقرير الحالة الطرقية، الذي تعده مديريات وزارة النقل، حول الحالة الطرقية إلى حدود نهاية الأسبوع الجاري، أن 30 ممرا طرقيا لا يزال مقفلا بشكل كلي أمام حركة النقل الطرقي، بسبب الثلوج، مضيفا أن الطرق المقطوعة، أغلبها طرق محلية، في نواحي ميدلت وأزيلال وبولمان، وخصوصا إيفران، التي أقفلت تقريبا كل منافذها الطرقية، وهي نفس الطرق المقطوعة منذ بداية الأسبوع. ووسط تفاقم الوضع الإنساني للمحاصرين بالثلوج، خرجت ساكنة خمسة دواوير بالجماعة الترابية اغبالة نايت سخمان، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم بني ملال، أمس السبت، في مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر عمالة خنيفرة، للمطالبة بفك العزلة التي سببتها التساقطات الثلجية الكثيفة. ووجه المحتجون مطالب عاجلة للحكومة، لفك العزلة عن دواويرهم، وفتح جميع الطرقات المؤدية لها، وتوفير المساعدات الغذائية والأغطية وحطب التدفئة للمتضررين من التساقطات الثلجية المصحوبة بموجة برد قارس، فيما تتوقف الدراسة في الدواوير المحاصرة، منذ أزيد من عشرين يوما. وأقرت الحكومة في اجتماعها الأخير بمعاناة 22 إقليما من موجة البرد الأخيرة، وهي المناطق التي تضم 1205 دوارا تابعا ل169 جماعة، بمجموع ساكنة تناهز 514 ألف نسمة، معلنة عن برنامج يقوده وزير الداخلية بتنسيق مع العمال والسلطات الإقليمية، وبتنسيق مع عدد من القطاعات الوزارية في مقدمتها وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك ووزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية، والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، لفك العزلة عن المحاصرين. ووسط تفاقم المعاناة، وتأزم الأوضاع الإنسانية في الدواوير التي تحاصرها الثلوج منذ أيام، أعطى الملك محمد السادس تعليماته إلى القطاعات الحكومية، قصد التجند للتخفيف من الآثار السلبية لموجة التساقطات الثلجية، كما أطلق سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أمس الأربعاء، وعودا بالتدخل "لاتخاذ الإجراءات السريعة والعاجلة، ولدعم فرق الموجودة".