غاب جل وزراء الحكومة، المنتمون لحزب التجمع الوطني للأحرار، عن أشغال المجلس الحكومي، الذي انعقد اليوم الخميس، في الرباط. وفيما حضرت لمياء بوطالب، كاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة، الوزيرة الوحيدة المنتمية إلى حزب الأحرار، أشغال المجلس الحكومي، غاب الباقون كلهم. وأسرت مصادر مطلعة من حزب "الحمامة" ل"اليوم 24″، بأن "موجة غضب تسود في صفوف وزراء الأحرار، بسبب التصريحات الأخيرة للأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، والتي هاجم فيها بشدة عزيز أخنوش، رئيس الأحرار". وأضافت المصادر ذاتها، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، أن "غياب الوزراء رسالة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي تبنى موقف الحياة تجاه التصريحات "النارية" لأمينه العام السابق". وزادت المصادر "كنا ننتظر رد فعل من العثماني، لكنه اختار الصمت". إلى ذلك، بررت مصادر أخرى غياب وزراء الأحرار عن أشغال المجلس الحكومي اليوم الخميس ب"سفر عدد منهم في مهام، سواء داخل المغرب، أو خارجه"، وهو ما ردت عليه مصادر أخرى من الأحرار ب"أن عددا من الأنشطة كان ممكنا تأجيلها لحضور المجلس الحكومي، وبالتالي فإن الغياب رسالة لها دلالاتها"، على حد تعبيرها. وكان عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة السابق، هاجم عزيز أخنوش، وزير الفلاحة ورئيس التجمع الوطني للأحرار، مؤكدا أن "زواج المال والسلطة خطر على الدولة". وأضاف ابن كيران في مؤتمر شبيبة العدالة والتنمية، بمركب مولاي عبد الله، نهاية الأسبوع الماضي، أن "الشعب المغربي لازال يحن للسياسيين الصالحين والأحزاب الأصيلة، وهي موجودة وإن ابتلي بعضها، فإن البلاء يزول". واستحضر ابن كيران واقعة الصحابي عمر ابن الخطاب، حين رأى إبل ابنه عبد الله صحيحة وسمينة، وقال إنه بدون شك، يقال وسعوا لها فإنها إبل ابن أمير المؤمنين، لذلك سآخذ جزءا منها لبيت مال المسلمين. وأضاف ابن كيران، مخاطبا أخنوش بالاسم دائما، "نحن لا نحسد الأغنياء، لكن اليوم أصبحوا كبار أغنياء العالم، دون أن نكون نعرفهم من قبل، فمبارك مسعود". وتابع "عزيز..أقول لك وأنصحك تشوف برنامج وثائقي أمريكي حول إنقاذ الرأسمالية، فالأمريكيون يشتكون من تداخل الرأسمال والسياسة ،ياك كايعجبوكوم، فلتقتدوا بهم!". وشدد ابن كيران على أن التعامل مع المواطنين لا يتقنه إلا السياسيون.