وجه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والتعليم والبحث العلمي انتقادات شديدة اللهجة لحصيلة الحكومة في مجال التعليم الأولي، وذلك من هلال رأي استشاري أصدره، صباح اليوم الأربعاء، تحت عنوان "التعليم الأولي أساس بناء المدرسة المغربية الجديدة". وجاء في الرأي الذي أصدره مجلس عزيمان، في تشخيصه لواقع التعليم الأولي، أن الدولة لم تلتزم بتطبيق توصيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ولا سيما تعميم التعليم، مضيفا أنها تفتقر لغياب منظور شامل خاص بالتعليم الأولي. وأضاف التقرير، أن مجهود الدولة في تعميم التعليم الأولي لا زال يعاني من تطور متذبذب، فرغم أن هذا الجزء من النظام التعليمي يستقبل ما يناهز 658789 طفلا في مختلف المؤسسات، فإن هذا العدد لا يمثل سوى 43,8 في المائة من مجموع الأطفال المغاربة المتراوحة أعمارهم ما بين سن الرابعة والخامسة. وسجل مجلس عزيمان وجود نقص كبير في المؤسسات القادرة على احتضان الأطفال في السنوات الأولى من عمرهم، وغياب تأطير وتقنين مؤسسات التعليم الأولي، وفضاءات استقبال الأطفال، إضافة إلى غياب المراقبة في هذا القطاع. ومن بين الصور القاتمة التي نقلها تقرير عزيمان عن واقع التعليم الأولي في المغرب، أنه لا يمنح فرصا متكافئة لكل الأطفال المغاربة، خصوصا بين المجالين الحضري والقروي، وبين الذكور والإناث، وسط غياب تكوين للمربيات والمربيين، وهزالة أجورهم، وهو ما ينعكس على مردوديتهم.