وجدت سمية نعمان جسوس، الباحثة السوسيولوجية، في قلب زوبعة بسبب ردها على فتوى غريبة لأحد الشيوخ على إحدى القنوات الإذاعية، والتي أكد فيها أن "الزنا من أسباب السرطان". جسوس، الشهيرة بمناقشة الطابوهات، وجهت مراسلة إلى وزارة الأوقاف والرابطة المحمدية، ووزير الصحة…، تستنكر فيها ما أعلنه الشيخ عبد الرحمان السكاش، في إحدى البرامج الإذاعية بأن "الزنا من أسباب سرطان الرحم..وأن هذا الأخير عقاب من الله"، مطالبة بضرورة الفصل بين الخطاب الديني والعلمي، وبإعادة النظر في البرامج الدينية، التي تروج مجموعة من المغالطات المتعارضة مع العلم. وأكدت جسوس، عضو الجمعية المغربية للعلوم الجنسية، في حديث مع "اليوم 24″، ضرورة تجديد الخطاب الديني بشكل عام. وأكدت المتحدثة ذاتها، ضرورة إعادة النظر في البرامج الدينية، لكي تسير في اتجاه مساعدة المؤمن ليكون مواطنا صالحا من خلال تعامله مع الآخر، عوض الخطابات الدينية التي تحرض على العنف، وتتوقف عند "العبادات"، التي هي شأن خاص بين "العبد، وربه". وفيما قالت :"الله سيعاقبنا على العبادات..لنحاسب بعضنا على المعاملات"، أوضحت سمية جسوس أن رسالتها المفتوحة، أطلقتها بصفتها "مواطنة، مؤمنة، وباحثة سوسيولوجية"، من أجل الحد من تدخل "رجال الدين" في المرتكزات العلمية. من جهة أخرى، أفادت الأخصائية في علم الاجتماع أن المعاناة الحقيقية، تتمثل في بعض التصرفات الصادرة ممن يعتبرون أنفسهم "مؤمنين"، حيث تفشي الرشوة، والكذب، والتلفظ بالكلام النابي..فيما ينتبه كل من هاجر، أو سافر إلى "أوربا"، المعاملة "الحسنة"، لهؤلاء الذين يعتبرهم البعض "كفارا"، بل هم "المسلمين الحقيقيين"، تشدد المتحدثة ذاتها. جسوس، أكدت أيضا أن تجديد البرامج الدينية، والخطاب الديني، مناسبة ل"نعيش في سلام"، وزادت قائلة:"المساجد مملوءة بالمصلين، في حين أن المعاملات اليومية لعدد من الأشخاص، فيما بينهم تكشف العكس..نريد مواطنين صالحين بأخلاق عالية، لايكذبون، لا يرتشون…".