أزمة تطل برأسها بين أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وساكنة إقليمتاونات، بسبب قرار الوزارة يوم الاثنين الفائت إغلاق مدرسة عتيقة لتحفيظ القران وعلوم الشريعة بدوار" إير ملوذ" بجماعة سيدي المخفي بضواحي مدينة تاونات. وعلم "اليوم24" من مصدر قريب من الموضوع، بأن مصالح وزارة التوفيق التي تتولى مسؤولية تدبير التعليم الديني في إطار التعليم العتيق، حضرت معززة برجال السلطة والقوة العمومية يوم الاثنين الأخير، إلى دوار "إير ملوذ" بجماعة سيدي المخفي بضواحي مدينة تاونات، ونفذوا قرار إغلاق المدرسة العتيقة لتحفيظ القران، حيث أخرجوا منها الطلبة وأساتذتهم قبل إغلاق أبوابها وتشميعها، مما أثار سخطا وغضبا عمّ 50 طالبا قدموا من مختلف مناطق المغرب، ليجدوا أنفسهم جميعا بدون مقاعد للدراسة. هذا وانضم إلى الطلبة الغاضبين، أهالي القرية في وقفة احتجاجية نفذوها أمام المدرسة التابعة للمسجد، نددوا خلالها بقرار الإغلاق، الذي نزل عليهم كما قالوا في شعاراتهم، كالصاعقة، لما تمثله المدرسة عند أهل الدوار وباقي مناطق الإقليم من ارث تاريخي يعود إلى سنوات طويلة مضت، بعدما بادر بعض فقهاء وعلماء المنطقة إلى إحداث كتاب لتحفيظ القرآن بمسجد "الإمام الجنيد"، الذي يتوسط تجمعا سكانيا وسط هذه المنطقة الجبلية، ليتحول بعد ذلك إلى مدرسة عتيقة حازت على ترخيص من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تخرج منها آلاف الطلبة، بحسب ما كشف منير حداد، المستشار الجماعي وممثل الدوار الذي توجد به المدرسة العتيقة لدى مجلس جماعة سيدي المخفي بضواحي تاونات، حيث طالب المحتجون وزارة التوفيق والسلطات المعنية بالتدخل لإيجاد حل للطلبة وإنقاذهم من سنة بيضاء بعد إغلاق مدرستهم العتيقة. من جهتها، بررت مصالح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قرارها القاضي بإغلاق المدرسة العتيقة، الصادر عنها منذ الخامس من شهر يناير الجاري عجلت بتنفيذه يوم الاثنين الماضي، عقب خروج نتائج الخبرة التقنية التي أجرتها المديرية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتاونات على بناية المسجد الذي توجد بها المدرسة العتيقة لتحفيظ القرآن، حيث أظهرت الخبرة التقنية على الحالة المعمارية والهندسية على البناية، (بررته) بوجود تشققات بجدرانها التي باتت تشكل خطرا على مرتاديها، مما دفع الوزارة بحسب رواية مصالحها الإقليميةبتاونات، إلى التعجيل بإغلاق المسجد والمدرسة العتيقة لعدم توفرهما على الشروط اللازمة للسلامة، بسبب قدم البناية وتصدع بنيانها الموجود بمنحدر جبلي. يذكر أن قرارات إغلاق عدد من المساجد ودور تحفيظ القران، سبق لها أن أثارت جدلا واحتجاجات واسعة ضد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، اتهموها "بتسييس" قرارات الإغلاق، فيما أعلن أحمد التوفيق في ماي 2017، في تقرير أعدته لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب، عن أن المغرب أغلق حوالي 2656 مسجدا جديدا، وذلك لأسباب تقنية، حيث جرى بحسب التوفيق تأهيل حوالي 705 مسجد، في حين لا يزال أزيد من 1951 مسجدا مغلقا، أغلبها مساجد عتيقة بنيت منذ قرون.