قال رئيس وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الأربعاء، إن تقليص مساهمة الولاياتالمتحدة للوكالة سيؤثر على الأمن الإقليمي، وقد يعرض خدمات الصحة والتعليم والغذاء الحيوية للخطر. وقال بيير كراهينبول المفوض العام ل"الأونروا" إنه سيطالب دولا مانحة أخرى بالمال وسيطلق حملة عالمية لجمعه بهدف الإبقاء على المدارس والعيادات التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين مفتوحة خلال عام 2018 وما بعده. وقال في بيان إن الأمر يتعلق بكرامة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، الذين يحتاجون لمساعدات غذائية عاجلة ودعم آخر في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، وأمنهم الإنساني. وأضاف كراهينبول إن 525 ألف صبي وفتاة في 700 مدرسة تابعة للمنظمة قد يتضررون من خفض التمويل فضلا عن توفر الرعاية الصحية الأساسية للفلسطينيين، لكنه تعهد بالإبقاء على المنشآت مفتوحة خلال 2018 وما بعدها. وقال : "خفض المساهمة يؤثر كذلك على أمن المنطقة في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط العديد من المخاطر والتهديدات خاصة المتعلقة بالتطرف". وكانت واشنطن قالت أمس الثلاثاء إنها ستقدم 60 مليون دولار لأونروا لكنها ستعلق 65 مليون دولار أخرى في الوقت الراهن، قائلة إن على الوكالة إجراء إصلاحات لم تحددها. وفي أول رد عملي على العقوبة الأمريكية بحق الوكالة؛ تعهدت بلجيكا الأربعاء بدفع 19 مليون يورو على ثلاث سنوات للأونروا، وأعلنت دفع 6،3 ملايين "فورا". وقالت وزارة الخارجية البلجيكية في بيان إن بلجيكا "قررت منح 19 مليون يورو وكالة الأممالمتحدة للمساعدة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، خلال السنوات الثلاث المقبلة" مشيرة إلى أن بروكسل تعد "أحد المانحين القلائل الذين يقدمون مثل هذا التمويل لسنوات عدة". وأثار القرار الأمريكي غضب مسؤولين فلسطينيين، حذروا من الخطوة وآثاراها السلبية على مصير مئات الآلاف من اللاجئين الذين يعتمدون على المساعدات الدولية. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن قرار التجميد يرقى إلى معاملة "قاسية" بحق "سكان أبرياء وضعفاء". وأكد رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط أن "اللاجئين الفلسطينيين وحصول الأطفال على خدمات إنسانية أساسية مثل الطعام والرعاية الطبية والتعليم ليس ورقة مساومة بل التزام أميركي ودولي". أما حركة حماس فأكدت في بيان أن القرار الأميركي "سياسة أميركية مرفوضة تأتي في سياق مخطط تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين وتثبيت المواقف والقرارات لصالح الكيان الإسرائيلي العنصري المتطرف". يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أونروا أسست عام 1949 بعد أن فر مئات الألوف من الفلسطينيين أو طردوا من ديارهم خلال حرب عام 1948 في أعقاب تأسيس دولة إسرائيل. وتقول الوكالة إنها تساعد حاليا خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في الشرق الأوسط.