المجلس العام للسلطة القضائية بإسبانيا، والموازي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية بالمغرب، ينصف مواطنا مغربيا بعد سجنه لمدة 1711 يوميا، قبل أن يبرأ من التهم الثقيلة الموجهة إليه. كما يطالب المجلس الإسباني الحكومة بتعويضه على الأضرار الناتجة عن خطأ إدارة العدل. في المقابل، يطالب المواطن المغربي فريد هلالي، المعني بالأمر والمعروف ب"شكور"، وزارة العدل الإسبانية بتعويضات تصل إلى 1.8 مليار سنتيم. ويعتبر المغربي فريد واحد من أكثر الأشخاص الذين أثاروا اهتمام المخابرات العالمية، خاصة وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكيين، بعد الاشتباه في كونه واحدا من منفذي اعتداء 11 شتنبر بأمريكا سنة 2001. أسابيع قبل اعتداء 11 شتنبر، كان المغربي اتصل بالسلفي السوري المعروف، عماد الدين بركات، الملقب أبو دحداح، حيث أخبره "أنهم دخلوا مجال الطيران وأنهم قطعوا رأس الطائر"، وبما أن الأمن والنيابة العامة الإسبانية كانا يتنصتان على هاتف دحداح، فإنهما اعتقدا بأن المغربي "شكور" لديه علاقة أو على علم بالاعتداء. هكذا بدأ الأمن الإسباني والأمريكي يبحث عن الشخص الذي يختبئ وراء لقب "شكور"، قبل أن يكتشف بعد سنوات أن الأمر يتعلق بمهاجر مغربي يدعى فريد هلالي، معتقل في السجون البريطانية سنة 2003 بتهمة "الإقامة غير القانونية". وفي 2004، أصدرت إسبانيا مذكرة دولية لتوقيفه وترحيله إليها. التهمة الثقيلة التي وجهت إليه من قبل الإسبان أبقته في السجون البريطانية 1320 يوما، قبل أن ينقل إلى السجون الإسبانية في فبراير 2008، حيث قضى 391 يوما سجنا نافذا، قبل أن يبرأ من كل التهم الموجهة إليه. وبعد إطلاق سراحه، التجأ إلى المجلس العام للسلطة القضائية بإسبانيا، والذي أنصفه على حساب الدولة الإسبانية نفسها.