على إثر اندلاع الاحتجاجات في مدينة جرادة منذ عشرة أيام، انطلقت بالمطالبة بتخفيض أثمنة فواتير الماء والكهرباء، وأججها سقوط "شهيدي الفحم"، أصدر التحالف المدني لحقوق الإنسان، تقريرا عقب زيارة وفد منه للمنطقة، رسم من خلاله صورة قاتمة عن الوضع، استقاها من شهادات السكان. واستعرض عبد الرحمن بن دياب، رئيس المكتب الوطني للمنظمة المذكورة، مجموعة من الشهادات الحية، أثناء عرضه للتقرير مساء أمس الثلاثاء في مكناس، ناقلا روايات المحتجين حول ظروف اشتغال مستخرجي الفحم الحجري ب"السندريات"، والمخاطر الصحية التي تواجههم بسبب هذا العمل. وأوضح التقرير أن عمال آبار الفحم بجرادة يمارسون عملهم كل يوم تحت تهديد انهيار تلك الآبار فوق رؤوسهم، حيث تحصد انهياراتها سنويا ما بين شهيدين اثنين إلى خمسة شهداء، كما أن مدخول هؤلاء، ورغم المخاطر الكبيرة التي تواجههم، لا يتعدى 80 درهما في اليوم، في عمل مضن قد يستغرق قرابة 10 ساعات من العمل المتواصل داخل هاته الآبار، والتي قد يزيد عمقها عن 30 مترا. وأضاف التقرير ذاته، أنه ومنذ إقدام إدارة مفاحم المغرب على إغلاق مقراتها بمدينة جرادة سنة 1998، وساكنة المنطقة تعيش الفقر والإقصاء الاجتماعي، معتبرا أن الجهات المعنية لم تفكر في بديل لهؤلاء العمال، الذين أصبحوا بين عشية وضحاها عاطلين عن العمل، الأمر الذي دفع بنساء ورجال المنطقة، شبابا وشيوخا، إلى الخروج للبحث عن رغيف خبز بآبار الموت، التي تنعدم لأبسط شروط السلامة، خصوصا وأن هؤلاء يشتغلون بوسائل ومعدات بدائية وتقليدية. وحول طبيعة المطالب المرفوعة من طرف المحتجين، فالتحالف المدني لحقوق الإنسان يرى على أنها مطالب اجتماعية عادلة وبسيطة جدا، والمتمثلة في توفير الشغل لشباب المنطقة، والالتزام بتنفيذ الاتفاقيات الاجتماعية المبرمة منذ سنة 1998.