وصف فريق مستشاري حزب العدالة والتنمية بمجلس المستشارين الأوضاع التي تعرفها مدينة جرادة ب "الهشة" جراء" الإنعكاسات السلبية" التي صاحبت إغلاق مناجم الفحم الحجري ومناجم توسيت، والتي أثرت على الوضع الإجتماعي والإقتصادي بالمنطقة مع انعدام مناصب الشغل وتزايد معدلات البطالة. وفي بلاغ صدر عن اجتماعه الأسبوعي اعتبر مستشارو "المصباح" أن "الحراك الإجتماعي" المتواصل الذي تعرفه جرادة منذ الوفاة المأساوية للأخوين الحسين وجدوان، في إحدى آبار التنقيب عن الفحم "الساندريات"، قد جاء بعد اضطرار عدد كبير من الشباب إلى النزول لآبار الموت في انعدام تام لأبسط الشروط الصحية والمهنية المطلوبة، متهما من أسماهم أرباب رخص التنقيب بالعمل على استغلال هؤلاء الشباب. واعتبر الفريق أن الوضع الذي بات يسائل العديد من البرامج التنموية ولا سيما المتعلقة بالفوارق الاجتماعية والتنمية البشرية بالمنطقة، يطرح سؤال النجاعة الاقتصادية والفعالية الاجتماعية للعديد من البرامج خصوصا في ظل ضعف الحكامة الإدارية وعدم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. ودعا البلاغ إلى "تغليب روح الحوار والإنصات لمطالب المحتجين، واعتماد مقاربة التنمية الشاملة المرتكزة على أساس إدماج الرأسمال البشري في العملية الإنتاجية". كما دعا الحكومة إلى تسريع تنفيذ الالتزامات المترتبة على اتفاقية 1998 التي أعقبت إغلاق المنجم، وكذا إنجاز كافة البرامج الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة، مشددا "على أهمية انخراط القطاع الخاص في برامج استثمارية مواطنة تعمل على امتصاص الخصاص الاجتماعي". الفريق لفت إلى أن المناخ السياسي في المنطقة طُبِعَ بالتواطؤات التي حصلت خلال الانتخابات الأخيرة، معتبرا إلى أن ذلك أثر في منسوب الثقة المفترضة بين الساكنة والمنتخبين، ودفع هذه الساكنة للاحتجاج في غياب مؤسسات للوساطة تتمتع بالمصداقية اللازمة.