رغم وفاته السنة الماضية إلا أن اسم ميلود الشعبي ما يزال في الواجهة كواحد من أثرى رجال الأعمال المغاربة، الذين ورد اسمهم على قائمة "فوربس" للأثرياء المغاربة والعرب، طيلة سنوات، حيث ظلت الأرقام الفلكية لثروته تفوق أرقام مجايله عثمان بنجلون، وقَدّرها آخر تقرير بنحو 2.9 مليار درهم. ميلود الشعبي رجل الأعمال العصامي، الذي بدأ حياته المهنية راعيا للغنم، هو مؤسس مجموعة "يينا القابضة"، التي تملك محفظة استثمارات ضخمة تُقدر بنحو 70 شركة تشتغل في قطاعات متعددة بدأها بأول شركة متخصصة في البناء بالقنيطرة سنة 1948، تلاها تأسيسه شركة ل"لسيراميك" سنة 1964. أصبحت مجموعة "يينا" واحدة من أقوى المجموعات الاقتصادية بالمغرب. ففي سنة 1992 أنشأ الشعبي شركة GPC للكارتون والتلفيف. ثم فاز بصفقة تخصيص الشركة الوطنية للبتروكيماويات سنيب سنة 1993. وفي 1994 أطلق شركة "إليكترا" للمكونات الكهربائية والكابلات وبطاريات التلفزيون، وفي 1998 أطلق سلسلة متاجر "أسواق السلام" العصرية، تبعها إطلاق أولى وحدات سلسلة فنادق "رياض موغادور" سنة 1999، لتصبح بذلك إحدى المجموعات الاقتصادية المهمة في المغرب. لم يعد اسم ميلود الشعبي يظهر في قوائم مجلة "فوربس"، لكن هذا لا يعني تراجع قيمة الثروة التي خلفها لأبنائه وزوجته "ماما التجموعتي" التي عينت رئيسة لمجلس إدارة المجموعة، ما مكن المجموعة من الاستمرار دون أدنى مشاكل وفق المخطط الذي حدد لها قيد حياة الشعبي الأب، والذي عمل على توسيع حدود إمبراطوريته حتى تجاوزت استثماراته المغرب لتصل إلى بلدان عربية كتونس ومصر وليبيا ومصر والإمارات.