أثار امتناع دولة البوسنة عن التصويت لصالح القرار الداعم للقدس في الأممالمتحدة، أمس الخميس، جدلا واسعا، خصوصا لكونها دولة ذات كثافة إسلامية، لكن مصادر في مجلس الرئاسة الموزع بين ممثلي العرقيات الثلاث، التي تتكون منها البلاد، كشفت حقيقة هذا الامتناع. وذكرت المصادر المقربة من المجلس الرئاسي الثلاثي لجمهورية البوسنة، والهرسك، أن ممثل البشناق المسلمين، بكر عزت بيغوفيتش، اقترح التصويت لصالح القرار الداعم للقدس في الأممالمتحدة، لكنّ العضوين الآخرين قررا الامتناع عنه. وأضافت المصادر ذاتها لوكالة الأناضول أن "قرار الامتناع عن التصويت صدر، على الرغم من رغبة بيغوفيتش، بعدما وافق عليه كل من رئيس المجلس، وممثل الكروات دراغان تشوفيتش، وممثل الصرب ملادِن إيفانيتش. ويتشكل المجلس الثلاثي للبوسنة، والهرسك من ممثلي العرقيات الثلاثية في البلاد، البوشناق المسلمون، والصرب، والكروات. ووفق دستور البلاد، فإن البوسنة تنتخب العضويين البوسني، والكرواتي لعضوية الرئاسة، فيما تنتخب جمهورية صرب البوسنة العضو الصربي. يُذكر أن اتفاقية "دايتون" للسلام، التي أنهت حرب البوسنة، تنص على تولي كل عضو من أعضاء المجلس الرئاسي الثلاثي؛ مهام رئاسة المجلس لفترتين مدة كل منهما 8 أشهر، وذلك خلال مدة ولاية المجلس، التي تمتد إلى أربع سنوات من تاريخ انتخابه. وأقرت الأممالمتحدة، مساء أمس، بأغلبية 128 صوتا، مشروع قرار، قدمته تركيا، واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين، والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وغابت عن جلسة الجمعية العامة 21 دولة، بينما امتنعت 35 دولة عن التصويت، وعارضت القرار 9 دول من إجمالي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ال 193.