يرى أكثر من مؤتمر أن ابن كيران حرص على إرسال رسالة إلى المؤتمرين، دقائق قبل بدء عملية التداول في المرشحين لخلافته، إذ أشاد بأحد المرشحين، حين كانت رئاسة المؤتمر تفرز الأصوات للإعلان عن أسماء المرشحين لمنصب الأمين العام للحزب. وعلى الرغم من أنه اختار الصمت، ولم يسجل اسمه ضمن لائحة المتدخلين للتداول، التي تضمنت 133 اسما، وصف ابن كيران إدريس الأزمي الإدريسي باللبق من فوق منصة المؤتمر. وقال ابن كيران، حين صعد إلى منصة المؤتمر، بطلب من جامع المعتصم، رئيس المؤتمر، لتسلم هدية تذكارية من أحد المؤتمرين، إن "إدريس الأزمي الإدرسي أخ لبق". وأضاف ابن كيران في حديثه عن الأزمي: "ومن لباقته أنه أشار عليّ، قبل أيام، حين زارني إخوة في المزل، ومعهم حلوى تتوسطها صورتي، بأنه ممكن إزالة الصورة، وذلك بعد أن طلبت من ضيوفي أكل أطراف الحلوى فقط، وترك وسطها، الذي توجد به الصورة، لأهل المنزل ليفعلوا بها ما يريدون". وتستمر عملية التداول داخل المؤتمر بحضور المرشحين، سعد الدين العثماني، والأزمي الإدريسي. وعلم "اليوم 24" أن أغلب الوزراء طلبوا الكلمة، بينما اختار الوزير مصطفى الخلفي الصمت، وكان قد أيد الولاية الثالثة لابن كيران خلال انعقاد المجلس الوطني للحزب. وأعلن كل من تدخل من الوزراء إلى حدود الآن، تأييدهم للعثماني ليكون خلفا لابن كيران. ورجح حامي الدين إدريس الأزمي الإدريسي لقيادة الحزب، من أجل إقرار التمايز بين تدبير الحكومة، والحزب، تجنبا لإضعاف الحزب. وإذا كان أغلب المؤيدين لتقلد الأزمي منصب الأمين العام، "باعتباره يتماشى مع توجه الأمين العام السابق"، حسب قول أحد المتدخلين، فإن المؤيدين لخلافة العثماني لابن كيران، يشددون على أهمية أن يكون قائد الحزب هو نفسه رئيس الحكومة، تحقيقا للانسجام. ويؤكد أكثر من مصدر صعوبة حسم توجه المؤتمرين، بالنظر إلى أن المتدخلين من المجلسين الوطنيين للحزب القديم، والجديد فقط، بينما الذين سيصوتون هم جل أعضاء المؤتمر، أي حوالي 2000 مؤتمر. كما ظهر أن كل طرف يدافع بقوة عن موقفه لترجيح أحد المرشحين.